ذا فارم آت سان بينيتو الراحة والاستجمام التام بين أحضان الطبيعة
نعيش في المدن لنقترب من فرص العمل وكسب الرزق. نزاحم الآخرين في الشوارع والمكاتب والمصاعد. نحاول إثبات أنفسنا لدوائرنا الاجتماعية. نلتزم بالوقت ونطور أداءنا. وننسى في زحمة هذا وذاك أن نخصص لأنفسنا وقتاً نستمع فيه إلى مشاعرنا أو نريح أجسادنا المتعبة بحق.
اخترنا في هذا المقال وجهة فريدة ومنعزلة، لنحصد فوائد متعددة كالاسترخاء المطلق وتنظيف الجسم من السموم.
إنه منتجع ذا فارم آت سان بينيتو، الفلبين. تتمحور وجهتنا هذه حول توفير البيئة التي تتيح للمرء قرصة للانتباه إلى صحته الجسدية في جو مليء بالاسترخاء.
الخطوط الجوية الفلبينية (PAL)
كانت رحلتنا على متن الخطوط الجوية الفلبينية (PAL) والتي تعد الناقل الرسمي للفلبين وشركة الطيران الوحيدة في شبكة الخدمات الكاملة، فضلاً عن أنها أول شركة طيران تجارية في آسيا.
يعمل أسطول PAL من طائرات بوينغ وإيرباص ودي هافيلاند، وتسافر إلى 33 وجهة في الفلبين و40 وجهة في آسيا وأمريكا الشمالية وأستراليا والشرق الأوسط.
تقوم شركة PAL بتشغيل خدمات الطيران بدون توقف بين دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة والرياض والدمام في المملكة العربية السعودية والدوحة، قطر.
اليوم الأول في ذا فارم آت سان بينيتو
وصلنا في منتصف النهار إلى مطار مانيلا الدولي، خرجنا إلى منطقة الوصول فوجدنا السائق ينتظرنا وفي يده لوحة تحمل أسماءنا واسم وجهتنا النهائية: منتجع ذا فارم آت سان بينيتو.
أول ما يلحظه المسافر عند خروجه من المطار المكيّف إلى المواقف هو الرطوبة الاستوائية، ورائحة الأشجار المنعشة.
ركبنا السيارة وانطلقنا من العاصمة مانيلا إلى مدينة ليبّا في إقليم باتانغاس حيث يقع المنتجع.
يعتبر منتجع ذا فارم آت سان بينيتو، واحـدًا مــن أفضــل المنتجعات حــول العالــم.
حاصل على 100 جائزة عالمية مرموقة، بما فيها جائزة أفضل منتجع عافية طبي في العالم من سنسز ألمانيا، والتي ساهمت بشهرته كأحد وجهات العافية الطبية الرائدة في العالم.
ويعمــل فيــه فريــق متكامــل مــن الأطبــاء ذوي الشــهادات فــي مجــال الطــب الحديــث، وخبــراء ومعالجــي يوغــا مدربيــن.
ويحضــر الوجبــات فريــق طهــاة يتبــع الطــرق الغذائيــة النباتية الصحية والــذي مــن شـأنه تحسـين الصحـة العامـة وتعزيـز صفـاء الذهـن.
تصمــم جلســات الضيــوف العالجيــة ومكونــات الأطبــاق بحســب احتياجــات كل ضيــف.
استغرقت الرحلة حوالي الساعة، واصلنا في معظمها النوم الذي بدأناه على متن الطائرة، إلى أن وصلنا إلى وجهتنا المنشودة استقبلنا موظفو المنتجع بالابتسامات، والعصير الصحي المنعش والذي شربنا منه حتى ارتوينا.
وصلت إلى الفيلا التي سأقيم فيها، تتميز بأرضية خشبية ملساء وشرفة مسقوفة ذات إطلالة على الخضرة الاستوائية، الغرفة عموماً ذات إحساس أصيل وأنيق وتتسم بالفخامة رغم بساطة مكوناتها.
بعد قسط من الراحة توجهت إلى السبا حيث كان بانتظاري جلسة تدليك معتبرة أخذت مني كل عناء السفر وأدخلتني في مود الإجازة.
السبا آية في الفخامة تحاكي المنتجعات الصحية الراقية في دبي. عمتها أجواء سحرية غامضة ، والخضرة الاستوائية تفيض من النوافذ ويمتزج مع رقصات لهب الشموع على جدران المكان الخشبية، تعززها روائح البخور التي تبعث على الاسترخاء.
بعدها توجهت إلى المركز الصحي حيث كان بانتظاري جلسة استشارية مع أحد الأطباء المختصين.
أجرت الطبيبة لي بعض الفحوصات الاعتيادية، لمعرفة نسبة الكوليستلور ونسبة الكريات الدم البيضاء والحمراء وسألتني أسئلة تتعلق بصحتي العامة وإحساسي النفسي العام.
حدثتها عن عملي وانشغالي ومصاعب الحياة ومشاكل واجهتها . استمعت إلي باهتمام ودوّنت ملاحظاتها وأبلغتني عن مواعيد جلساتي العلاجية.
الجدير بالذكر أن الفندق يقدم باقة تتضمن برنامج العافية الشامل الخاص واستشارة صحية مع طبيب مرخص، وتقييمًا صحيًا باستخدام أحدث وسائل التشخيص الطبي الحيوي، وجلسة تصفية نفسية عاطفية.
وما أن حان موعد العشاء، توجهت إلى مطعم ألايف وقلبي يرفف، فُرشت المائدة بتشكيلة من الأطباق التي تفوح منها رائحة بهارات شبه القارة، مثل سلطة المانجو مع التفاح وشوربة الخضار وبيتزا القرنبيط وجميعها مطهو بطريقة صحية نباتية حلال.
بعد هذا العشاء الملوكي عدت إلى غرفتي عبر المسار الخشبي بدلت ملابس ورحت في نوم عميق.
اليوم الثاني في ذا فارم آت سان بينيتو
استيقظت على طرقات الباب، فتحت عيناني ولا زالت الظلمة حاكلةً في الخارج، وإذ بإحدى العاملين هناك أعطتني كوب من عصير الديتوكس المنعش، وأبلغتني بأن أستعد لحصة اليوغا الصباحية.
كانت الساعة تُشير إلى الخامسة والنصف صباحاً. ارتديت ملابس رياضية وتوجهت إلى الشرفة، وجلست على سجادتي في وضعية القرفصاء. كانت إطلالة الشرفة مختلفة ومحاطة بخلفية زرقاء تُشير إلى قرب موعد شروق الشمس. لم أكن أشعر بالنعاس على الرغم من أن الوقت أبكر من موعد استيقاظي المعتاد.
رحّبت بنا – نحن الضيوف الجدد – مدرّبة اليوغا. وحدّثتنا سريعاً عن تاريخ اليوغا والتأمل ودورهما في تحسين اللياقة البدنية وجهاز المناعة والصحة النفسية.
بدأت الحصة بالتمارين البدنية، واتبعنا خلالها إرشادات المدربة، وأهمها التنفس العميق من الأنف. لاحظت تحسناً ملحوظاً في تنفسي ولم اضطر إلى التنفس من فمي طوال الجلسة.
بعد انتهاء تمارين الإطالة والمرونة دعتنا المدربة إلى التأمل. جلسنا في وضعية القرفصاء أمام مشهد الشروق المهيب.
أغلقنا عيوننا وتبعنا إرشاداتها فقادتنا في دروب داخلية لم أزرها من قبل. مررت بالظلمة الكالحة واقتربت من ذكريات بعيدة ودمعت عيناي وخرجت مع الدمع مشاعر سلبية مكبوتة.
طلبت منا المدربة الاستلقاء على ظهورنا للتأمل على صوت الناقوس. فقرعته بإيقاع معين ذهب عقلي معه بعيداً. كنت في مكان لا يشبه الوعي ولا النوم. عندما أفقنا وطلبت منا فتح عيوننا كانت الظلمة قد حلت وتغيرت إطلالة الشرفة بالكامل. أنارت الشمس المكان فأطلّت بحلة من الجمال الغامض لجبال مالارايات الساحرة.
بعد وجبة إفطر لذيذة توجهت إلى السبا، غفوت على الأريكة المريحة حتى أيقظني موظف السبا، فقد حان موعد جلسة تدليك الرأس لتحسين النوم. واصطحبني إلى الغرفة حيث استلقيت وأكملت غفوتي على حركات يديه عند النقاط العصبية من رأسي ورقبتي.
عدت إلى ذات الأريكة ورأسي تلمع من الزيوت العطرية التي استخدمها للتدليك. إلى أن نبهني موظف آخر إلى موعد جلستي التالية: تدليك الظهر المزدوج – موظفان وأربعة أيدي – لإزالة التوتر. تحت أيديهما هاجمني الاسترخاء المطلق وعدت للنوم.
تودجهت بعدها إلى الحديقة السرية وما أن دخلت حتى انتابني الذهول، هل أنا في حلم أم في علم ما أجمله من مكان في الخضرة الاستوائية على مد البصر لا شعر ولا نثر يوصف إبداع الخالق، فيها شلال ينسدل من الأعلى بمنظر مهيب، غابة من الخضرة النضرة والأزهار الاستوائية والشلالات الصغيرة التي تسبح في بركها أسماك ملونة. سرت وأنا أحاول أن أتعرف إلى النباتات والحيوانات التي تستوطن هذه البيئة والتي من بينها شجرة للمانجو عمرها حوالي 3000 سنة.
بعد هذه الرحلة الإستجمامية توجهت بعدها إلى العيادة حيث كان بانتظاري جلسة لتنظيف الكبد استلقيت هلى السرير، وبعد حوار بيني وبينها بدأت بالعلاج عن طريق دهن منطقة الكبد بكريم يتخلل الجلد وصولا إلى منطقة الكبد، بعدها يتم لف المنطقة بأشجار الموز لمدة نصف ساعة تقريباً.
استمتعنا في اليوم الثاني باستكشاف أنحاء المنتجع، تقافزنا بعدها في حوض السباحة لنستمتع ببرودة الماء ودفء الشمس الذهبية ساعة العصر.
أنهينا يومنا الثاني بامتياز وعدت إلى غرفتي لأغط في نوم عميق لاستغل يومي الأخير أحسن استغلال.
اليوم الثالث في ذا فارم آت سان بينيتو
في صباحي الثالث استيقظت قبل قرع الباب. جلست على شرفة الغرفة والظلام يحيط بها إلا من ضوء القمر ومصباح الشرفة، سمعت طرق الباب فنهضت وتناولت عصير الزنجبيل المنعش بعدها تناولت حبوب الدواء التي تقدم يومياً والتي تساعد على تنظيف الجسم، واستعددت لحضور جلسة اليوغا والتأمل.
توجهت بعدها إلى السبا كانت جلستي لتدليك نقاط القوة في الجسد، وذلك لتخليص الجسم من انسدادات الطاقة التي تعيق تدفقها وبالتالي تقلل الشعور بالانسجام الداخلي، يليها تدليك الظهر والرقبة لتعزيز الاسترخاء وتحسين النوم. خرجت من السبا وساقاي كعيدان السباجيتي لفرط الاسترخاء، استلقيت على الأريكة في الباحة فغفوت لحين موعد الغداء فتناولت ما لذ وطاب.
في الواحدة، اصطحبنا المرشد للتعرف على المزرعة الخاصة بالمنتجع والتي حصلت مؤخراً على شهادة الحلال.
استجابة للطلب المتزايد على الوجهات الملائمة للمسلمين، لم تحصل المزرعة في سان بينيتو على شهادة الحلال فحسب ولكن أيضًا وجهة إقامة صديقة للمسلمين.
على مر السنين، ساعدت المزرعة في سان بينيتو آلاف الأشخاص على النجاح في سعيهم للعيش بأسلوب حياة أكثر صحة ومتوازن من خلال الخدمات الطبية المتكاملة وممارسات الرعاية الصحية الوقائية والوعي باستهلاك الأطعمة المغذية في أنقى صورها.
يتمثل نهج المزرعة في إدارة السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم والإجهاد في حل السبب الجذري للخلل الوظيفي وإعادة الجسم إلى حالة التوازن الطبيعي.
بعدها توجهنا إلى منطقة حوض السباحة استسلمنا بين أحضان الطبيعة والشمس الدافئة لنكتسب بعض السمرة.
توجهت بعدها إلى العيادة حيث كنت على موعد لجلسة تنظيف القولون ، يتم العلاج عن طريق تضخ كميات كبيرة من الماء عبر القولون تصل أحيانًا 16 جالونًا (حوالي 60 لتر) مع مواد أخرى أحيانًا مثل مستخلصات الأعشاب أو القهوة. ويكون ذلك عن طريق أنبوب يُدخل في المستقيم.
ذهبت بعدها لتناول العشاء. وخرجت بعدها أجول في يومي الأخير في المنتجع حافي القدمين وسرت تحت ضوء القمر الفضي. حاولت أن أفهم الغموض الجميل المحيط بهذا المكان السحري. نظرت إلى القمر فإذا هو شبه مكتمل يبتسم لي، أو هكذا تخيلت.
الجدير بالذكر يستقطب المنتجع الزوار الراغبين بالاستمتاع بتجارب العافية الشاملة وتجديد النشاط أو ممن يسعون إلى معالجة مشكلات صحية أكثر جدية، حيث يقدم لهم برامج صحية طبيعية وشاملة تحت إشراف طبي لمعالجة مجموعة من أمراض نمط الحياة الأكثر انتشاراً في المجتمع اليوم، مثل السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم والألم المزمن والاضطرابات الهرمونية والقلق والتوتر والاكتئاب.
ويشرف على إعداد وتنفيذ هذه البرامج مجموعة من أخصائيي الطب التكاملي المدربين عالمياً والمتخصصين بالطب الوقائي وطب نمط الحياة والطب الوظيفي والمعالجة الطبيعية والشاملة، حيث يحظون بدعم فريق من المتخصصين الطبيين الحائزين على شهادات، بما يشمل الممرضين وأخصائيي السبا والتغذية وطهاة.
وتتمحور رحلة العافية في ذا فارم آت سان بينيتو حول خمس ركائز، هي التشخيص والعلاج والتغذية والتعافي والاستدامة.
ويهدف المنتجع إلى مساعدة الضيوف على استعادة حالة التوازن المثالية وتحقيق العافية الشاملة باستخدام خمسة مكونات شفائية رئيسية، وهي الخدمات الطبية التكاملية الشاملة، وعلاجات السبا المنشطة والعلاج المائي، والنظام الصحي القائم على الأطعمة المتكاملة والمأكولات النباتية، والنشاط الذهني واللياقة الوظيفية، والبيئة الشافية والخدمة الاستثنائية والرعاية المرموقة التي يشتهر الفلبينيون بتقديمها.
ينصح دائما الإقامة في المزرعة لمدة 6 ليالٍ و7 أيام، حيث يقدم برنامج يتكون من التشخيص وإزالة السموم وبرنامج غذائي لتجديد شباب الجسم على المستوى الخلوي والعلاجات الحرارية والسبا والتمارين البدنية والجلسات النفسية والعاطفية لتعلم الطرق الطبيعية لتطوير نمط حياة صحي.
تساعد العلاجات الجسم على التخلص من الخلايا الدهنية الزائدة التي تترسب فيها السموم، وذلك عن طريق تنظيف الأعضاء الداخلية، مع إيلاء اهتمام خاص للقولون والكبد والكلى والرئتين والجلد.
تقرأون