لطالما سمعت عن جمال العاصمة التركية اسطنبول، وأن سفرةً واحدة لا تكفي لمشاهدة ما تخبئه هذه المدينة العريقة من معالم سياحية، وتاريخية. دارت الأيام، وأصبحت أنا الأخرى متشوّقة لزيارته، وبالفعل بدأت بالتخطيط لهذه الرحلة، وحاولت قدر المستطاع أن أكتشف سحرها الذي يعبق بالتاريخ، وطبيعتها الخلابة، وشعبها المضياف، وطعامها اللذيذ.
صادفت رحلتي في الشتاء، والذي وجدت اسطنبول فيه أروع من الوصف، ثلاثة أيام من العمر قضيتها فيها. أجمل ما في اسطنبول تفاصيلها الصغيرة: جمال التنقل على البوسفور، سواء مشياً أو بالمركب، والتأمل في الشوارع التي تعجّ بالمارة، والجلوس في إحدى حدائقها الغنّاء، والتفكّر في التاريخ والحياة التي مرّت على هذه المدينة وسكّانها.
شانغريلا البوسفور، اسطنبول
وصلنا إلى المطار، واستقلينا سيارة الأجرة التي شقّت طريقها نحو الفندق. لا أخفيكم أنني كنت في أشدّ الحماس، فكنت متأكّدة أن إقامة فاخرة في انتظارنا.
دخلنا إلى صالة الإستقبال. لا أعلم بماذا أبدأ الوصف، هل بحسن الضيافة التركية والتي كانت ظاهرة، تعبّرعنها بشاشة ووجوه فريق الإستقبال، أم بالراحة في إجراءات الدخول، حيث طلبت منا المضيفة الجلوس في صالة الإستقبال الراقي للاستمتاع بالشاي التركي والبقلاوة، بينما أنهت هي اجراءات الدخول!
وبينما كنا نرتشف الشاي رحت وزوجي نتمعن بالتفاصيل التي تميّز بها ديكور الفندق وجميعها مزيّنة بطريقة تمزج بين البساطة والتعقيد والفخامة في اختيار المفروشات الكلاسيكية، ولعلّ أبرزها الثريا الضخمة. وقفنا للحظات نتمعّن بجمالها وكيف تنسدل من سقف الفندق نزولاً بين درج الفندق من الأعلى إلى أسفل.
بعد أن انتهت المضيفة من إجراءات الدخول أخذتنا إلى غرفتنا. ما أن فتحنا الباب، حتى أحسسنا بدفءٍ غريب فيها، فألوانها الزاهية تبعث الراحة بالنفس بينما التراس المرافق لها، والذي يطل على مضيق البوسفور يُنعش القلب.
أخذنا استراحة قصيرة في غرفتنا الجميلة، لنستعدّ للانطلاق برحلة لا مثيل لها. وخلال مرورنا في صالة الإستقبال، صادفنا “اللوبي لاونج”، وهو عبارة عن منصّات تقدّم المقبلات، والمعجنات، وأصنافاً عديدة من الحلويات. شدّنا هذا المنظر فوراً للاستمتاع بتجربة شاي ما بعد الظهيرة التي يقدّمها الفندق، والتي كانت كفيلة بإعطائنا طاقة لننطلق بجولتنا التالية.
توجّهنا إلى الاستقبال لطلب التاكسي لنذهب إلى شارع الفاتح، إلا أن المضيفة سارعت بالسؤال: “لما التاكسي؟”، وأشارت إلى مكتب مخصّص للدليل السياحي الذي ساعدنا في جميع توجهاتنا، وأخرج لنا الخريطة، وأخبرنا بأن نستقل أحد المراكب من على البوسفور والذي سيأخذنا مباشرة إلى الفاتح. أخذنا معنا خريطتنا وانطلقنا.
أدركنا على الفور أن اختيارنا للفندق كان موفّقاً، فموقعه على البوسفور، وقربه من محطات المراكب وفّر علينا الكثير من الوقت والمال.
يقع فندق شانغريلا بين قصر دولما باهتشة، والمتحف البحري، وقام بإنشائه المهندس المعماري فيكتور أدامان في ثلاثينيات القرن الماضي ضمن مستودع سابق لتخزين التبغ، وكان أول منشأة صناعية في تركيا تم استخدامها لأغراض متعددة لغاية الثمانينيات، قبل أن يتحوّل إلى فندق.
اليوم الأول في اسطنبول
كلّ منا يعلم أن لرحلة البوسفور متعة لا مثيل لها. ركبنا المركب وهرعنا إلى السطح لنستمتع بالمنظر الرائع. كم هي جميلة اسطنبول! من على متن المركب الضخم، جلست أراقب البحر واسطنبول بكل روعتها. مرَّ بنا المركب بأجمل معالم المدينة بدءاً من جسر البوسفور الشهير، ومروراً بأجمل المساجد، والقصور والتي سبق وأن رأينا الكثير منها في المسلسات التركية الشهيرة. رافقتنا طيورالنورس طوال الرحلة محلّقةً في الأجواء، فحلّقنا معها في عالم الخيال والجمال. وصلنا إلى شارع الفاتح، لكن كان مقصدنا الأساسي هو التوجّه إلى قبة اسطنبول والتي أصبحت في الآونة الأخيرة مقصد العديد من السياح، وهي عبارة عن سطح لمبنى قديم لكنه عالٍ جداً. كان الصعود إليها متعب لكن يستحق هذا العناء!
فما كان ينتظرنا في الأعلى منظر يفوق الوصف. سطح المبنى قديم، وتتوسطه سجّادة بمساند بسيطة. جلسنا عليها مستمتعين بالهواء البارد اللطيف وبمنظر اسطنبول والبوسفور، وبالمآذن الشاهقة المتناثرة هنا وهناك. مضت قرابة ال 45 دقيقة ونحن نستمتع بهذا المنظر، فلاسطنبول من أعلى القمم سحرٌ يفوق الوصف.
شعرنا بالجوع، فودّعنا المكان وبدأنا بالنزول، في طريقنا صادفنا مطعم للشاورما التركية التقليدية، وكان لا بد من جربة “الدونر” في عقر داره، تناولنا طعامنا بنهم، ورحنا بعدها في جولة نتعرف بها على المحلات المنتشرة في منطقة الفاتح في الوقت الذي كانت فيه أصوات الباعة المنتشرين من حولنا تصدح وكلٌ منهم يغني على لياه!
عدنا بعدها إلى محطتنا في البوسفور، وفي هذه الأثناء لفت انتباهنا تجمّع كبير على الضفة فتوجهنا لمعرفة السبب، وإذا بكل شخص يسدل سنارته ويصطاد السمك، جلسنا هناك لبعض الوقت، كان طفلي مستمتعاً باللعب في المساحة الخضراء هناك، وأنا وزوجي مستمتعين بفرحة الصيادين عند توفقهم بالصيد.
فيما شارعت الشمس بالغروب، ومياه البوسفور بدأت ت ألأ، استقلينا سفينتنا عائدين إلى الفندق. كما لكم أن تتوقعوا، أسرعنا إلى السطح للاستمتاع بمنظر غروب غاية في الجمال!
عدنا إلى الغرفة لننال قسطاً من الراحة بعد يوم طويل. كان أكثر ما أرغب به هو التمتع بحمام الغرفة الفاخر والمكسو بالرخام. واستمتعت بحمام دافىء مريح دللت نفسي خلاله بمستحضرات علامة “بولغري” الفاخرة.
أخذت قيلولة صغيرة، إلا أن الجوع وعشق الطعام التركي بدأ يدغدغ حواسي، وأيقظني، فتوجّهت إلى الطابق الأرضي من الفندق حيث مطعم IST TOO . اخترنا جلستنا على التراس وقدّمت لنا المضيفة قائمة الطعام المغرية، اخترنا منها شوربة العدس بالطماطم، وطبق يضم المقبّلات التركية، والمشاوي بالتتبيلة التركية، وكان ختام هذه الأمسية مع القهوة التركية والكنافة التركية التي كانت لذيذة جداً.
اليوم الثاني في اسطنبول
استيقضت باكراً، وتوجّهت مسرعة نحو الشرفة. كيف لا، وقد كنت متأكدة أن بانتظاري منظراً خلاب لشروق الشمس على مضيق البوسفور. وإذا به بالفعل منظر يفوق الوصف وسط المراكب المارة في المضيق والمآذن الشاهقة. لفت نظري برج على جزيرة صغيرة، في وسط البوسفور، عندما بحثت في “غوغل” اكتشفت أنّه برج الفتاة، الذي يتناقل الأتراك قصص كثيرة عنه. أشهرها تلك التي تروي حكاية ابنة السلطان الذي رأى في المنام أن أفعىً تلدغ ابنته في عيد ميلادها الثامن عشر وتودي بحياتها، ولم يجد السلطان وسيلة لحماية ابنته سوى أن يبعدها عن اليابسة، فردم جزءاً من مضيق البوسفور وبنى لها برج ،ظناً منه أن الأفعى لايمكن أن تصل إليها. وفي يوم عيد ميلادها الثامن عشر تلقّت ابنة السلطان هدية وهي في برجها البحري، كانت عبارة عن سلة مليئة بالفاكهة، ويُقال بأن ثعبان كان قد تسلل إلى داخل السلّة، ولدغ الفتاة فقتلها، ولشدة الحزن والأسى عليها تم سُمي ببرج الفتاة.
كان وقت الفطور قد حان، فتوجهنا إلى مطعم ،IST TOO حيث كان بانتظارنا فطوراً مليئ بالأطايب التركية. اخترنا جلستنا على التراس الخارجي المدفّأ. كان البوفية مليئ بالأجبان والألبان، ومحطة طهي البيض، ومنصات الخبز، والفواكة والخضار الطازجة، والبرك، وغيرها الكثير. طلب كل منا شاي تركي، وبدأنا بتناول وجبة الفطور مستمتعين بمنظر أفواج الناس الذين يركبون وينزلون من المراكب متنقلين بين ضفاف البوسفور. وفي هذه الأثناء شاهدنا أحد المضيفين قادم باتجاهنا يجرّ أمامه عربة فيها أصناف الفاكهة والشوكولا، وتوجه إلينا بالسؤال إن رغبنا بطبق من الكريب، اختار كل منا مايرغب أن يتضمنه طبقة، وبدأ الشيف بإعداده.
كان جدول اليوم الثاني من رحلتنا مليئ بالفعاليات، إلا أن المطر الذي كان يهطل بغزارة دفعنا للبقاء في الفندق، فقررنا الاستمتاع بالمنتجع الصحي “تشي سبا”، وبما أننا في عقر دار الحمام التركي، قام زوجي على الفور بحجز إحدى غرف الحمام، بعد أن لفت انتباهنا أناقتها ودفئها.
أما أنا، فقضيت بعض الوقت أستمتع بدفء الجاكوزي وحوض السباحة الداخلي، وانتقلت بعدها إلى مسبح الأطفال مع طفلي، حيث قضينا وقت ممتع وأنسانا دفء المسبح البرد والمطر في الخارج. ما أن توقف المطر، حتى توجهنا إلى أعلى حدائق اسطنبول، “أولوس بارك”. والتي تطل على مضيق البوسفور، فكان المنظر من هناك أكثر من رائع. نحن على قمة عالية، حولنا أشجار وزهور، والبوسفور من تحتنا.
بقينا هناك لساعات نتأمل هذا المنظر الجميل! في طريق العودة، وجدنا ممراً ضيق على يسارنا ينزل بنا إلى أسفل، وإذا به يأخذنا إلى غابة صغيرة مليئة بالأشجار والمنحوتات.
بدأ الجوع يتملكنا بعد عناء التجوال، فتوّقفنا في كافيه “أولوس بارك”. ورغم ازدحام المكان استطعنا أن نختار طاولتنا على شرفة المطعم المطلة على البوسفور. أستطيع القول بإن إطلالاته البانورامية على مضيق البوسفور وجسره المُذهل تمتّع العين والروح وتريح الوجدان. ازداد جمال المنظر، بمعاودة هطول المطر، على شوارع وأسطح المدينة، فبات المشهد رومانسياً للغاية.
ودّعنا هذا المكان الجميل، وسرنا نحو وجهتنا التالية، منطقة السلطان أيوب. ما أن وصلنا حتى استوقفنا نصب تذكاري لسيارة تم دهسها بالدبابة من قبل الانقلابيين لكي يتذكر الناس المحاولة الإنقلابية التي أودت بحياة المئات من الناس الذين وقفوا بوجه المحاولة الإنقلابية عام 2016 . وقبل أن نبدأ جولتنا اشترى كلّ منا كأس من السحلب الدافئ لزيد من أصالة مشوارنا، وبدأنا بالتجول لاكتشاف المكان الذي يضم العديد من المطاعم الشهيرة، ومحات بيع الخضار والفواكة، والتذكارات، والأكسسوارات المنزلية، والملابس. وخلال جولتنا مررنا بمسجد السلطان أيوب الذي يعدّ أول مسجد بناه العثمانيون بعد فتح القسطنطينية، ويضم مجمّع المسجد في خارجه مبنى منفصلاً به قبر الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري. على الرغم من أن هذا المسجد ليس بشهرة المساجد الاسطنبولية الأخرى إلا أن زهميته لا تقلّ عنها أبداً، فهو من أهم المعالم التاريخية التركية، حيث أن تتويج الساطين العثمانيين كان يتم فيه.
استرحنا قلياً في أشهر مقاهي المنطقة، والذي يحمل إسم “بيير لوتي” تيمن بالكاتب الفرنسي “بيير لوتي” الذي يُقال أنه كان يزوره خال وجوده في اسطنبول، وعند كتابته لروايتين عن قصة وجوده في إسطنبول.
أكملنا جولتنا في المنطقة، حتى أسدل الليل ستاره، وكان الوداع مع الجولة على أكشاك المطاعم، فحدّث ولا حرج عن كثرتها وتنوّعها، ولعل أكثرها جذب كانت أكشاك البطاطا المحشية بشتى أنواع الخضار والأجبان والتوابل، فتناولنا عشاءنا هناك قبل العودة للفندق، بعد يومٍ طويل.
اليوم الثالث في اسطنبول
إنه اليوم الأخير من رحلتنا، لذا علينا زيارة أهم معالم اسطنبول التي يسجلّها التاريخ فرض على من يزورها. فكانت البداية مع شارع السلطان أحمد، الذي يحتضن أبرز معالم اسطنبول التاريخية كالجامع الأزرق، وقصر توب كابي، ومتحف آيا صوفيا، وغيرها الكثير، والتي تمثل بمجموعها متحف مفتوح ينبض بالتاريخ والحضارة، فيما ترتصف المقاهي والمطاعم والأسواق على جنبات الشارع لتجعل منه وجهة سياحية متكاملة.
كانت بداية جولتنا في متحف آيا صوفيا ذي الجدران القرمزية المائلة للون الوردي والتي تجذب المشاهد وتشده للدخول لاكتشاف المزيد. فقد أُنشأت آيا صوفيا بدايةً ككنيسة وقد تهدمت وتعرضت للحرائق، ومن ثم تحولت إلى مسجد ومن بعدها إلى متحف، ولا يزال متحف آيا صوفيا يحمل على جدرانه الأيقونات والرموز الكنسية جنب إلى جنب مع الرموز الإسامية.
خرجنا من آيا صوفيا وجلسنا على الكراسي المصطفة في الخارج مستمتعين بتناول الكستناء ومتأملين لهذه الصروح التاريخية التي لا تمل العين من الاستمتاع في الزخرفات والنقوش والفسيفساء والتصاميم المهيبة لها.
أكملنا جولتنا بحث عن مطعم لنتاول وجبة الغداء، فلفت إنتباهنا مطعم بجلسات أرضية، ديكوراته كديكورات قصور الساطين، حتى أن طريقة تقديم الطعام فيه تتم في أطباق أشبه بالأطباق التي نشاهدها في المسلسات التاريخية التركية. طلبنا ما لذ ومطاب من المأكولات التركية وختمناها بالشاي التركي.
غادرنا ولم يتبقّ من الوقت إلا القليل في يومنا الأخير، لكن لم يكن من الممكن أن نغادر اسطنبول من دون زيارة شارع الاستقلال في منطقة تقسيم الشهيرة، فهذا الشارع هو الشريان النابض لمدينة اسطنبول، وهو معقل التسوق حيث الحياة والحيوية والحركة لا تنضب ولا تهدأ.
رحنا نسير في الشارع حيث تتناثر المطاعم والمقاهي والمتاجر، ومررنا بالأزقة الضيقة فيه. وبين الحين والآخر كنا نلحظ شباناً يتخذون ركن لهم ويعزفون ويغنون بالتركية حين وبالعربية حين آخر، ونساءً يبعن بعض الأشغال اليدوية، فأعجبتني زهرة اللافندر الناشف التي كانت تبيعها إحداهن، ورائحتها الفواحة تملأ المكان، فسارعت لشراء بعض منها.
كان من الصعب علينا مقاومة عربات السميت والذرة المشوية فاشترينا منها وتشاركنا النكهات الشهية. وبعد جولة طويلة في السوق اقتنينا العديد من المشغولات اليدوية والديكورات المنزلية التي بالفعل وضعتنا في حيرة من أمرنا لكثرتها وتنوعها وجما لها .
توجهنا بعدها نزولاً لنخرج من تقسيم، وفي طريقنا وجدنا برج غلطة الشهيرفكان لابد لنا من الصعود إليه رغم طابور الانتظار الطويل، لكن الأمر يستحق الانتظار والمعاناة، فقد كنت على يقين أن هناك منظراً ساحراً ينتظرني في أعلى هذه الجدران المتينة للبرج. وتذكرت حينها ما عرفته عن هذا لبرج من خلال مسلسل السلطانة قسم الشهير، إذ تقول الحكاية: إنه المكان الذي انتقاه “هزفران أحمد شلبي” الذي عاش في القرن السابع عشر، ليجرّب أول محاولة للطيران، وذلك من 1632 ، ركّب الأجنحة الاصطناعية، وتمكّن من الطيران من برج غلطة إلى أسكودار، قاطعًا مسافة 3358 متراً، ليكون بذلك واحداً من أبرز الشخصيات التركية التي حاولت الطيران.
وبعد ذلك أكملنا مسيرتنا إذ صادفنا في طريقنا بائع للمحار اللذيذ، حيث يتم طبخ المحار مع الأرز بطريقة حرفيه، متبلاً بالفلفل الأسود، ثم يتم فتح القوقعة ويتم إضافة عصير الليمون وتقديمه. ومن لذته فقد أكل كل منا قرابة ال 10 حبات، وكانت فعلاً من أطيب المأكولات التي تناولناها في رحلتنا.
أكملنا طريقنا خروج من تقسيم حيث قرّرنا توديع اسطنبول مشياً على الأقدام، لنعبر من على جسر غلطة وهو أحد جسور البوسفور. وصلنا إلى ضفة الجسر، حيث كان المنظر في قمّة الروعة بدءاً من أفواج الناس الذين يصطادون السمك على الجسر، ووصولاً إلى طيور الحمام والنورس المحلّقة، ومنظر الغروب الرائع، وحشود الناس المستمتعين بفصل الشتاء الذي حمل دفئ غريباً استقلّينا المركب متجهين نحو الفندق لتوضيب حقائبنا ونودع اسطنبول، وفندق شانغريلا البوسفور، الذي بإقامتنا فيه أحسسنا وكأننا في منزلنا وبين أسرتنا.
كان وداع اسطنبول من أقسى اللحظات علينا، وأقسى مافيه أن 72 ساعة لا تكفي لاكتشاف هذه المدينة العظيمة، مدينة الحياة والتاريخ والحاضر والمستقبل.
نصائح لزوار اسطنبول
- المشي في اسطنبول كثيراً، لذا تأكدوا من انتعال أحذية مريحة فالمشي قد يطول
- خططوا لرحلتكم مسبقاً باستخدام المواقع الإلكترونية للأماكن السياحية، وشراء التذاكر عبرها إن أمكن، فطوابي ر الانتظار طويلة جداً
- تأكّدوا من تواريخ زياراتكم لأبرز المعالم قبل الذهاب، لكي لا تتفاجؤوا بإغلاق بعضها
- احرصوا على إعطاء سائق التاكسي إسم وجهتكم بشكل واضح فمعضهم لايجيد سوى اللغة التركية
- يُنصح باستبدال الأموال في المطار أو قبل السفر لضمان الحصول على المبلغ الكافي للإجازة
- تأكدّوا من وجود العداد في التاكسي، لتفادي دفع مبلغ كبيرة، خاصة بعد أن يعرفوا بأنكم زوار
ميزانية الرحلة إلى اسطنبول
- تذكرة الطيران من وإلى دبي 3350 درهم
- التنقل من وإلى المطار 200 درهم
- الإقامة في فندق شانغريلا البوسفور، اسطنبول 4063 درهم
- العشاء في مطعم 300 IST TOO درهم
- تجربة شاي ما بعد الظهيرة 130 درهم
- الصعود إلى قبة اسطنبول 12 درهم
- تذكرة دخول آيا صوفيا 40 درهم
- معدّل أسعار التنقلات 400 درهم
- مجموع معدّل وجبات الغداء والعشاء 500 درهم
- إجمالي سعر الرحلة التقريبي 6762 درهم
تقرأون