المالديف… رحلة العمر
لطالما سمعت والدتي تقول لوالدي “علينا أن نزور جزر المالديف قبل أن يبتلعها البحر”، و”لا بد لنا من قضاء إجازة عيد زواجنا في المالديف”، وغير ذلك الكثير. كانت المالديف هي الوجهة الوحيدة التي كانت تتحدث عنها وعن زيارتها.
دارت رحى الأيام، وصرت أنا الأخرى أحلم بزيارة هذا المكان الذي أقل ما سمعته عنه هو أنه جنّة الله على الأرض، وأن اللسان يعجز عن وصف جمال الطبيعة هناك .
واليوم، بوسعي أن أقول، أنه مهما سمع المرء، ومهما شاهد من صور أو فيديوهات وتقارير سفر، فإن الصورة الحقيقية لا ترتسم، والانبهار الفعلي لا يكتمل إلا عندما تلامس قدما المرء رمال المالديف البيضاء، وتلفح أشعة شمسها وجهه بينما تتطاير بعض قطرات مياه البحر عليه. عندها فقط يستوعب الشخص الجمال الحقيقي لهذه الوجهة رائعة الجمال، بشواطئها المنعزلة وطبيعتها الاستوائية الخلابة. هي أشبه بلوحة فنية أبدعتها يد الخالق، ولم تلمسها يد الإنسان وتعبث بها، لتبدو وكأنها طبيعة بكر بكلّ معنى الكلمة.
فهي تُشعر الفرد وكأنه الشخص الوحيد هناك، وتنسيه كلّ ما كان يشغل فكره وباله قبل أن تطأ قدماه هذا المكان، ويكون همه الوحيد في هذه الأيام، متى سنغطس، وأين سنتناول الفطور، وماذا نودّ أن تفعل الآن…
اليوم الأول في المالديف
بدأت رحلة الرفاهية والدلال فور انتهائنا من إجراءات الدخول في مطار مالي، حيث وجدنا فريق عمل منتجع وسبا أنانتارا بانتظارنا. وصلنا إلى صالون الشرف المخصص لنزلاء المنتجع، حيث انتظرنا بعض المسافرين الآخرين من نزلاء الفندق حتى حان موعد الرحلة البحرية والتي دامت لحوالي 40 دقيقة جُبنا فيها مياه المحيط الهادئ الزرقاء. شيئاً فشيئاً بدأنا نستوعب جمال وروعة الحلم الذي كان بانتظارنا في جزيرة ديجو، التي تحتضن منتجع وسبا أنانتارا ديجو، المنتجع العائلي الذي يوفر كلّ ما تتمناه أي عائلة عند التوجه في إجازة بحرية كهذه.
كانت المحطة الأولى للقارب هي منتجع وسبا أنانتارا فيلي، وبعد أقلّ من خمس دقائق بدأنا بالرسو عند مرسى القوارب الخاص بمنتجع وسبا أنانتارا ديجو. كلّما اقتربنا أكثر، كلّما علا صوت الطبول التي يقرعها فريق الاستقبال على رصيف الفندق، والذين يتراقصون على أنغام ما يُشابه الزفة المالديفية التقليدية.
ترجلنا من القارب لنجد أنفسنا في أحضان الماء ودفء أشعة الشمس وجمال الرمال البيضاء وأشجار النخيل الرائعة. تماماً كما في الأحلام… وبما أن المنتجع يحمل إسم أنانتارا، فإن الخدمة كانت من أعلى المستويات منذ اللحظة الأولى. بمجرد أن وصلنا حتى استُقبلنا بحفاوة ومنشفة باردة لنغسل بها وجهنا، وعصير استوائي منعش لننشط به نفسيتنا، ونعيد برمجة نظامنا الداخلي، ونتأكد من إلغاء أي من معوقات الإجازة كالتفكير بالعمل، أو المكتب أو غير ذلك.
في البهو المفتوح أتممنا إجرءات الدخول بينما تداعب النسمات الناعمة وجهنا لتؤكد لنا أننا فعلاً هنا، وأنه ليس بحلم. ما بين الطرقات الرملية الضيقة التي تنتشر على جنباتها أشجار النخيل تبعنا موظف الفندق الذي قادنا إلى فيلتنا.
مشينا حتى انتهى المسار الرملي، وفجأة تباعدت أشجار النخيل لتكشف عن جزءاً آخر من الفندق لا يشبه أي شيء رأيته في حياتي. فهنا ترتفع مجموعة من الفلل الخشبية على المياه الزرقاء لتبدو وكأنها قوارب كبيرة يتم إصلاحها من الأسفل، وتوجب ذلك رفعها من المياه. كانت فيلتنا هي أول فيلا على اليسار، وأعلمنا الموظف أن إطلالتنا ستكون على الغروب. الأمر الذي أسعدنا جداً فقد كانت أعلمتني صديقتي بأن غروب الشمس في المالديف من أجمل ما شهدت حول العالم. لذا، كنت قد قررت بوجوب التمتع به كلّ يوم، وما أجملها من مصادفة بأن أتمكن من رؤيته وأنا على شرفة فيلتنا.
فُتح الباب، ودخلنا هذه الفيلا الرائعة، وللمرّة العاشرة هذا الصباح طلبت من زوجي أن يقرصني لأتأكد من أن كلّ هذا حقيقي! كان الديكور الداخلي للفيلا فاخر ولكن بطريقة بسيطة ليتلاءم مع الشعور العام الذي ينتاب المرء في المالديف. إلا أن المفاجأة الكبرى كانت عندما تفقدنا الغرفة فاكتشفنا أن الحمام ذو جدران بلورية تكشف للمرء زرقة البحر اللا متناهية، كما وتم استخدام أرضية بلورية في مساحة منه تسمح برؤية الأسماك والحياة البحرية.
لا بد من الإشارة إلى أنه يمكن غلق الستائر إذا كان المرء يرغب بالخصوصية التامة، إلا أنه عادة ما تكون الأفق خالية تماماً من أي من مرتادي البحر، وكأن الشخص قد حجز هذا البحر المالديفي الرائع لنفسه فقط.
ويمكن لمحبي الخصوصية، اختيار الفلل الشاطئية فهي منعزلة تماماً عما حولها، حيث أن حوض السباحة الخاص بها محاط بالأشجار من كلّ جانب، ويسمح للنزلاء بالاستمتاع بمستويات غير مسبوقة من الرفاهية والخصوصية.
كان أول ما رغبنا القيام به بعد أن وضبنا أغراضنا، هو السباحة، فالمياه الفيروزية تنادينا منذ اللحظة الأولى. وكان لا بد لنا من القيام بذلك بالطريقة التي خُصصت لها فيلا المحيط هذه. فارتدينا ملابس السباحة، وخرجنا إلى الشرفة، ومنها نزلنا الأدراج المؤدية مباشرة إلى مياه لمحيط… يا له من شعور رائع!
مشينا في عرض البحر، وسبحنا، ومشينا مجدداً حتى وصلنا إلى أرجوحة هاموك في عرض البحر، تمددنا عليها، ورحنا نتأرجح يميناً ويساراً حتى غلبنا النعاس، وبدون أن نشعر مرّت ساعة ونصف. كان أول ما خطر ببالنا عندما استيقظنا هو الألم الذي سينتابنا جراء التعرض للشمس لكلّ هذه المدة.
توجهنا إلى مطعم أزور الذي يجاور مسبح الفندق الذي يأخذ طراز إنفينيتي ، فتراه وكأنه يعانق البحر وزرقته. هناك تناولنا وجبة خفيفة، وعدنا أدراجنا إلى فيلتنا البحرية الرائعة لنستمتع بمنظر المغيب من على شرفتنا.
جلسنا على شرفتنا الخشبية الواسعة، ووصنا هاتفنا بمكبر الصوت الموجود في الغرفة، واستمتعنا بأجمل لحظات الغروب برومانسية تامة، وعلى صوت الموسيقى الكلاسيكية الرائعة.
عند المساء ارتدينا أجمل ملابسنا البحرية الخفيفة والشبشب، وتوجهنا إلى مطعم Sea Fire Salt لتناول وجبة بحرية بامتياز. مضى الوقت ونحن نستمتع بجلستنا وصحبة بعضنا البعض فنضحك ونمزح وتعلو أصواتنا وكأننا عاشقين جديدين، ولا أخفيكم أن الشيء الوحيد الذي خرّب جوّ الأمسية الرائعة هذه، هو الألم الذي كان ينتاب كلينا جراء النوم على الأرجوحة عند الظهيرة!
اليوم الثاني في المالديف
بدأنا يومنا في الصباح الباكر، بفنجان من الإسبرسو ونحن جالسين في السرير نمتع ناظرينا بالجمال الأخاذ أمامنا، فالمياه الفيروزية الرائعة ممتدة إلى ما لا نهاية! ما أجمله من صباح…
وضبنا حقيبة صغيرة بها ملابس البحر، وتوجهنا إلى الفطور. تجولنا في مختلف أرجاء البوفيه الذي لا يبخل على النزلاء بشيء، فهنا وجدنا محطة لطهو البيض، وأخرى للوافل والبانكيك، ومحطة مخصصة بمأكولات الفطور العربي، كالفول المدمس، والفلافل، والحمص وغيره، كما يوجد محطة للمأكولات الآسيوية، وأخرى للهندية. ملأنا بطوننا جيداً ومخمخنا على فنجان من الشاي المظبوط. توقفنا سريعاً في متجر الفندق لنشتري كريم واقي من الشمس، حتى لا نقع في فخ الأمس، ثم توجهنا إلى رصيف الفندق لننتظر القارب، فقد كنا حجزنا رحلة غوص لنتمتع بالحياة البحرية ونسبح مع السلاحف التي تنتشر في شعاب المالديف.
والجدير ذكره هو أن المالديف تشتهر عالمياً بكونها وجهة ممتازة للغوص الترفيهي، فهي غنية بالشعاب المرجانية وحياتها البحرية من أجمل ما يكون، وأجمل مل في الأمر هو أن مياهها الصافية تضمن وضوح الرؤية تماماً.
إنضمت إلينا عائلة مع طفلين في القارب الذي سار بنا جنوباً لمدة تقارب الـ 45 دقيقة، هناك ارتدى كلّ منا عدة الغطس الخاصة به، وبدأت رحلة خلابة بكلّ معنى الكلمة. كانت المناظر التي شاهدناها تحت الماء أكثر من رائعة، فبين متاهات الشعاب المرجانية والصخور والأسماك صادفنا العديد من السلاحف، والجميل في الأمر أن السلاحف تصعد إلى السطح بكلّ هدوء وما أن تصل وتستنشق بعض الهواء حتى تغوص بسرعة كبيرة حتى تختفي في غضون ثواني.
أمضينا كل فترة الصباح والظهيرة في مياه المحيط نتعرف إلى مخلوقاته ونتعايش معها. وفي طريق العودة تعرّفنا أكثر إلى العائلة التي شاركتنا القارب حتى صادقناهم، وقررنا تناول العشاء معاً تلك الليلة.
على الرغم من الفطور الكبير الذي تناولناه، إلا أن الجوع نال منا عندما عدنا، فالسباحة تتطلّب الكثير من الجهد! هذا اليوم كان زوجي قد وعدني بتجربة غداء مختلفة، ولم يكشف لي شيئاً عنها. ولكن طلب مني أن أجهّز نفسي و أعلمه عندما أنتهي!
تنتشر الدراجات الهوائية في مختلف أنحاء الفندق، لذا، ما أن خرجنا من الغرفة حتى استقلينا دراجتين هوائيتين وبدأنا بالتوجه نحو الرصيف الخشبي المجاور للسبا. من هناك، استقلينا عبّارة صغيرة أخذتنا إلى الجزيرة المجاورة، فيلي، والتي يقع عليها منتجع وسبا أنانتارا فيلي. ما أن وصلنا حتى حيانا أحد العاملين بالفندق وأشار لنا بالتوجه يساراً، وكانت المفاجأة!
طاولة غداء في عرض المحيط! لم أكن لأتخيّل ذلك في حياتي، ما هذا الدلال الذي أعيش فيه؟ سرنا حتى وصلنا إلى طاولتنا، جلسنا فانغمرت أرجلنا بالماء، بينما نصفنا الأعلى خارجها.
كانت تجربة الغداء هذه من أروع تجارب حياتي! كيف لا وكلّ شيء من حولي غاية في الجمال!
لا بد من الإشارة بأنه يمكن تخصيص هذه التجربة بحسب رغبة النزيل، فهي تابعة لـ التي توفرها فنادق أنانتارا حول العالم.
أمضينا فترة العصر ونحن نتمتع ببركة الفندق تارةً وخصوصية شرفتنا تارةً أخرى حتى حان موعد الغروب.
كنا قد اتفقنا أن نتناول العشاء مع أصدقائنا من رحلة الغوص، لذا، توجهنا إلى مطعم أزور، حيث استمتعنا معهم بمنظر الغروب الرائع بينما كان أطفالهم يتمتعون هم الآخرين باللعب في نادي دوني كيدز المخصص للأطفال، والذي تشرف عليه خبيرات في مجال رعاية الأطفال.
بحلول المساء توجهنا نحن وأصدقاؤنا الجدد إلى نادي الأطفال لنصطحب أطفالهم معنا إلى العشاء. كان خيارنا قد وقع على مطعم Baan Huraa التايلاندي، الواقع في جزيرة فيلي.
يتوسط هذا المطعم الجسر الخشبي الذي يصل جزيرة فيلي، بجزيرة نالادو والتي تضم هي الأخرى منتجعاً تابعاً لأنانتارا، إلا أن هذا المنتجع يختلف بعض الشيء عن المنتجعين الآخرين، فهو أشبه بجزيرة خاصة تضم ما لا يزيد عن 20 فيلا، لكلّ منها حوض سباحة وشاطئ خاص يوفران خصوصية وفخامة تامتين، فيشعر النزيل وكأنه وحده على هذه الجزيرة.
وقد أكون قد نسيت أن أشير إلى الاختلاف ما بين منتجع وسبا أنانتارا ديجو، ومنتجع وسبا أنانتارا فيلي، الأول، منتجع عائلي، والآخر خاص بالأزواج يمنع فيه تجّوّل الأطفال قبل السابعة مساءً، ويمكن للأهل اصطحابهم فقط لتناول العشاء.
وعلى الرغم من الإعتقاد السائد بأن المالديف وجهة للأزواج والعشاق فقط، إلا أنها فعلاً تناسب الأطفال أيضاً، وخصوصاً منتجع وسبا أنانتارا ديجو فهو يوفرالكثير من النشاطات التي يمكن أن ترضي الصغار على مختلف أعمارهم حيث توجد نشاطات مائية كثيرة كالغطس والسباحة وهنالك دروس للتعرّف إلى عالم البحار والسلاحف والأسماك بأنواعها، إضافة إلى نادي مخصص بالأطفال ، وبعض الألعاب الشاطئية المختلفة ككرة القدم، وكرة الشاطئ وغير ذلك. والأهم من ذلك كلّه أن المنتجع يقدم خدمة جليسات الأطفال ليتمكن الأهل من التمتع ببعض الوقت مع بعضهم البعض.
ما أن فرغنا من تناول العشاء حتى بدأنا نعود أدراجنا لنستقلّ العبارة ونعود إلى فندقنا، إلا أن بعض الجلسات الأرضية المنتشرة في ساحة صغيرة بين الأشجار استوقفتنا، فكان لا بد لنا من أن نسأل فريق الفندق عنها. وتبين لنا بأنهم يجهزون لعرض فيلم سينمائي في الهواء الطلق. راودتنا الفكرة نحن الأربعة، ولكن كان لا بد للأطفال من أن يخلدوا للنوم، فالوقت بدأ يتأخر بالنسبة لهم. قررنا أنا وزوجي أ ن نتظرهم ونأخذ كوباً من العصير المنعش على شاطئ البحر بينما توجهوا هم إلى فيلتهم.
بعد حوالي النصف ساعة، عاد أصدقاؤنا وقد تركوا أطفالهم مع الجليسة لتبقى معهم في حال استيقظوا من نومهم فجأة. توجهنا إلى الساحة حيث يتم عرض الفيلم واستمتعنا بأمسية جميلة جداً بين أحضان الطبيعة والفن السابع.
عدنا أدراجنا إلى الفيلا مع آخر عبارة تصل بين الفندقين، وذلك عند الحادية عشر والنصف مساءً. بينما كنّا نتجهّز للنوم، وزوجي يغسل أسنانه سمعته يناديني بحماس، بسرعة توجهت إلى الحمام لأراه يشير لي إلى البلاط الزجاجي على أرض الحمام، ما أن نظرت حتى نالت مني الدهشة، رأينا سمكتا رقيطة Sting Ray وهما تسبحان بجانب بعضهما البعض بينما أجنحتهما تتراقص وذيلهما يتماوج. خرجنا إلى الشرفة نلحق بهما، وبقيتا تسبحان بجانب فيلتنا لحوالي عشر دقائق ملأتنا خلالهما الدهشة.
خلدنا للنوم ،ونحن ننتظر بدء الغد بشوق، فقد اشتقنا للقهوة الصباحية وإطلالة فيلتنا الرائعة …
اليوم الثالث في المالديف
بعد فنجان الإسبرسو المنشط والتمتع بإطلالتنا الرائعة قررنا أن نتوجه إلى الغوص عند شعاب الجزيرة الصغيرة التي تقع شمال جزيرتنا. في الواقع أن هذه الجزيرة جزء من الفندق، ولكن لا يقع عليها أي مبنى، وإنما تُركت شواطئها بكر، تماماً كما هي ليتمكن الزوار من اختبار جمالها، والغوص ما بين شعابها المرجانية. وفعلاً توجهنا إلى هناك قبل الفطور، لنستمتع بالغوص قبل أن تحتدّ أشعة الشمس.
بعد ساعة من الغوص شعرنا بأننا فعلاً نستحقّ فطوراً دسماً وبجدارة، لذا، أخذنا دوشاً سريعاً وتوجهنا إلى مطعم فوشي كافيه دللنا أنفسنا اليوم ، ولم نحسب الكثير فتناولنا الوافل بالنوتيلا، والكروسان (الذي نكهناه بمربى جوز الهند المصنوع في الفندق) والكثير غير ذلك.
رغبةً منا في التغيير توجهنا إلى جزيرة فيلي لنجرّب حوض السباحة ونتناول الغداء هناك.
بعد الغداء تمشينا قليلاً عند الشاطئ، وفيما نحن نسير رأينا العديد من أراجيح الهاموك وكأنها تنادينا، وهمست في أذن زوجي، “شو رأيك بغفوة صغيرة على الهاموك وبفيءالأشجار؟” رحب بالفكرة، وتمددنا جنباً إلى جنب واستسلمنا للنوم.
في طريق العودة إلى جزيرتنا، عرجنا بالسبا لنستفسر عن إمكانية حجز موعد في وقت لاحق يومها. لم نتمكن من إيجاد وقت إلا عند الساعة السادسة والنصف، أي تماماً عند المغيب، لم يعجبني ذلك، فقد كان هذا آخر غروب لي في المالديف، ولم أرد أن أخسره، ولكن ما باليد حيلة!
توجهنا إلى السبا قبل الموعد لنستخدم مرافقه من جاكوزي وساونا، وما أن وصلنا إلى الجاكوزي حتى ارتسمت الابتسامة على وجهي، فهو على السطح الخشبي للسبا، وذو إطلالة لا توصف على غروب الشمس! كم كنت محظوظة أنا التي ظننت أني سأخسر آخر غروب لي، وجدت غروباً يكاد يكون أجمل من ذلك الذي أشاهده من شرفتي.
كان علاج التدليك الذي خضعنا له باعثاً على الراحة التامة، وكانت الخبيرتان لطيفتان لدرجة أنهن دهنتانا بالألوفيرا لأنهن شعرن بحرارة جسمنا الذي كان وكأنه يغلي، فقد تعرضنا للشمس ثلاثة أيام بلا توقف!
بعد العلاج كان الاسترخاء والكسل هما الشيئان الوحيدان اللذين شعرنا بهما، بالإضافة إلى الجوع! لذا، قررنا عدم التفكير كثيراً وتوجهنا مجدداً إلى مطعم Baan Huraa التايلاندي لنستمتع بأطباقه للمرة الثانية . فقد كان كلّ ما تذوقناه بالأمس مطهو بحرفية عالية وذو مذاق شهيّ جداً.
مشينا على الجسر المؤدي إلى الفندق من المطعم ونحن نفكر في الحلم الاستوائي الجميل الذي عشناه في أحضان هذين المنتجعين أنانتارا ديجو، وأنانتارا فيلي، بينما نسمع صوت الأمواج وهي تتكسر صانعة سيمفونية إيقاعية هادئة.
كان الوداع مؤلماً فكيف لنا أن نعود إلى الحياة الطبيعية بالتزاماتها وواجباتها؟ كان عزاؤنا الوحيد هو أن المالديف قريبة من دبي، وأن علينا وبدون شكّ العودة في غضون عام، لنعيد برمجة حياتنا ونفسيتنا من جديد
ميزانية الرحلة السياحة في المالديف :
تذكرة الطيران من وإلى دبي 4600 درهم لشخصين
تذكرة القارب السريع 360 درهم لشخصين من وإلى المطار
الإقامة في فيلا بحرية بمنتجع أنانتارا ديجو 12100 درهم شاملة الفطور
رحلة الغوص مع السلاحف 400 درهم لشخصين
الغداء في مطعم Aqua 300 درهم لشخصين
الغداء في عرض البحر Dine By Design 1000 درهم لشخصين
الغداء في مطعم Dhoni 330 درهم لشخصين
العشاء في مطعم Sea Fire Salt 1100 درهم لشخصين
العشاء في مطعم Baan Huraa 800 درهم لشخصين للأمسية
إجمالي سعر الرحلة التقريبي 21790 درهم لشخصين
نصائح لزوار المالديف
لا بد من السفر مع الطيارة التي تغادر دبي عند الفجر للوصول إلى الفندق عند منتصف النهار على الأكثر، وذلك للإستفادة القصوى من إقامتكم.
لا داعي لتبديل العملة حيث يمكن إدراج كافة المشتريات في الفندق على الغرفة ودفعها بالبطاقة الاإتمانية، ولكن إذا أردتم التبديل، فمن الأفضل التحويل إلى الدولار، وليس العملة المحلية.
تزيد فلل الغروب من جمال إقامتكم لذا ننصحكم بحجز أحداها.
يوفر الفندق عدة الغطس مجاناً لكافة الزوار، لذا لا تتعبوا أنفسكم بأخذ عدتكم معكم.
تعرفوا على النشاطات اليومية التي ينظمها الفندق من حصص يوغا أو دروس ركوب أمواج وحتى العروض اليومية على الأطعمة والمشروبات.
لا بد من زيارة المطعم التايلاندي فهو أفضل مطاعم الفندق على الإطلاق، ولا بد من طلب طبق كاري سمك الريد سنابر .
لا تتعبوا أنفسكم بتوضيب أي نوع من الأحذية المغلقة أو تلك ذات الكعب العالي للسيدات، فلن تحتاجوا إلى أي شيء غير الشبشب، وستكونون حفاة الأقدام في أغلب الأحيان.
لا بد لكم من تجربة مرافق منتجع وسبا أنانتارا فيلي، فهذا يجعل تجربتكم بمثابة تجربة فندقين مختلفين خلال الإجازة .
إذا تمكنتم من زيارة السبا، فعليكم تنظيم زيارتكم وقت الغروب.
لا بد لكم من تجربة كافة منتجات جوز الهند من بوظة، ومربى وغيره.
تقرأون