“إيش حيقولو عنك؟”… كابوس لكل فتاة
“إيش حيقولوا عنك؟” سؤال كثيراً ما تسمعه الفتيات في عالمنا العربي، فيما إذا قررن أن يقمن بأمر ما لم يألفه المجتمع. وقد أطلقت علامة Nikeمؤخراً حملة مؤثرة جداً تحت عنوان “إيش حيقولوا عنك” عبر طرح فيلم قصير يسلّط الضوء على خمس سيدات مميزات حققن نجاحاً شخصياً من خلال رياضات تنافسية ورياضات للهواة وتميزن في مجالاتهن، وذلك لحث السيدات على التميز والتألق دون الالتفات إلى نظرة المجتمع.
ومن بين المشاركات في هذه الحملة الرياضية الإماراتية أمل مراد، والتي تُعدّ أول مدربة باركور وممارسة جمباز إماراتية. وتقوم رياضة الباركور على تجاوز العوائق والانتقال من النقطة ألف إلى النقطة باء، إلا أن هذه الرياضة لم تعلّم أمل تخطي العوائق الرياضية فحسب، بل ساعدتها أيضاً على تخطي الكثير من العقبات والحواجز المجتمعية والذهنية. حاورت أوقات دبي أمل مراد، فحدّثتنا عن مشاركتها في هذه الحملة وعن مسيرتها الرياضية وطموحاتها.
سمعنا بأنك دخلت مجال الباركور بالصدفة، حدثينا عن ذلك.
لم أكن فتاة ذات شعبية في صغري وكان الارتباك يتملّكني. كانت معظم الفتيات يختلقن أعذاراً لتجنب حصص التربية البدنية، أما أنا فكنت أنتظرها بشوق للخروج والركض.
ترعرعت في كنف عائلة رياضية وكنت أشعر بالحاجة الدائمة إلى التحرك وممارسة النشاطات. وفيما برعت شقيقتي في لعبة في كرة السلة، وددت أن أمارس رياضة غير تقليدية وقد استهوتني رياضة الباركور بعد مشاهدتي لها في نادي الجمبازGravity DXB الذي يرتاده نسيبي.
وقد لاحظ نسيبي يوسف القرق حبي لهذه الرياضة وتعلقي بها فبادر إلى مساعدتي في تحقيق هدفي لأن أصبح مدربة باركور معتمدة. أعلّم السيدات والأطفال بعد انتهاء دوام العمل وخلال عطل نهاية الأسبوع، وأقوم بتلقين أساسيات هذه الرياضة الحرة القائمة على التحكم بالحركة، والركض، والتسلق، والدوران، والقفز فوق العوائق.
تخطيت سن العشرين، كيف تمكنت من هذه الرياضة، وأصبحتِ بهذه المهارة؟
من خال الممارسة والإصرار والتركيز على الهدف يستطيع الإنسان القيام بأي شيء. فأنا أمارس هذه الرياضة يوميا .ً
تعتبرين أول مدربة باركور وممارسة جمباز إماراتية ، ماذا يعني لك ذلك؟
يعتبر الباركور بالنسبة لي طريقة من طرق التعبير عن الذات والتحرك بانسيابية. فإلى جانب التمارين الجسدية، أساعد تلاميذي على اكتساب الثقة بالنفس وتجاوز مخاوفهم التي غالب ما تترافق مع هذه الرياضة. وأود أن أشجع مزيد من الأشخاص على تجربة هذه الرياضة وتوسيع مجتمع الباركور في الإمارات.
وما دور عائلتك في نجاحاتك؟
كان لعائلتي دوراً كبيراً في دعمي في ممارسة هذه الرياضة وتلقي الانتقادات من المجتمع بطريقة إيجابية وكان علي أن أثبت لهم بأنني متمكنة من ممارسة هذه الرياضة
صرّحت سابقاً بأن السقوط ليس فشلاً، فهل شرحت لنا أكثر عن ذلك؟
إنّ السقوط جزء لا يتجزأ من تدريباتي الروتينية حين أجرب أداء حركات جديدة، فالسقوط يساعدنا على النموّ ويحسّن أداءنا ويحدد هويتنا، لذلك يجب ألا نمنع أنفسنا من السقوط. ومن خلال تعليم الأطفال، أسعى إلى تقديم مثال مختلف تحتذيه الفتيات الصغيرات، فأنا أشجعهن على عيش أسلوب حياة أكثر صحية، وأعلّمهنّ عدم التردد، وكيفية إيجاد طرق لتجاوز الخوف من السقوط وفعل ما يحببنه. كان قرار خوض هذه الرحلة قفزة نحو المجهول، لم أكن أعرف ما ستكون ردة فعل الناس حيال ممارستي رياضة غريبة على مجتمعنا لكنني تعلّمت من السقوط في الواقع كيف أستقرّ على قدميّ.
تتعاونين معNikeعلى تشجيع السيدات على تحدي الأراء السائدة في المجتمع حيال رياضة المرأه، فما دورك بالتحديد؟
تعاونت مع Nike في حملة “إيش حيقولوا عنك” لإحداث تغيير إيجابي في مجال الرياضة، وآمل من خلال مشاركة قصتي مع الغير أن ألهم وأحول عبارة “إيش حيقولوا عنك ؟” إلى سؤال إيحابي يُردّ عليه بأجوبة مؤثّرة. فبالنسبة لي إن جملة “إيش حيقولوا عنك؟” هي كابوس لكل فتاة، نسمعها كلما قمنا بأمر قد يلقى انتقاداً. يتولّد لدى معظمنا شعور بالخوف من التميّز أو فعل أمر خارج عن المألوف، لكنني تعلمت أنه يجب ألا نخاف إن أردنا فعلاً أن نتميز، ولا يجب علينا أن نخاف من قدراتنا وإمكانياتنا. تشمل الحملة طرح فيلم يسلّط الضوء على سيدات حققن نجاح شخصياً من خلال رياضات تنافسية ورياضات للهواة وتميزن في مجالاتهن، وبالرغم من الصعوبات التي مررنا بها لتحقيق ماوصلنا إليه الآن، نأمل أن نصبح مثالاً يحتذى به وأصوات مؤثرة في المنطقة.
ما الذي تتمنى أمل مراد تحقيقه في المستقبل؟
أود إحداث تغيير إيجابي في مجال الرياضة واللياقة البدنية وأن أشجع السيدات وأفراد المجتمع عامة على تجربة أشياء جديدة سواء كانت ممارسة لعبة الباركور أو أي شيء جديد يجعهلن يتخطين مخاوفهن والقيود التي يفرضها المجتمع عليهن.
قد يعجبك:
Nike تكشف عن حجاب Nike Pro الرياضي
تقرأون