أمل عرفة: علاقتي بعبدالمنعم عمايري علاقة أم وأب تجاه أولادهم لا أكثر
بين الكوميديا والدراما والغناء والكتابة تبقى موهبة الفنانة أمل عرفة حلقة الوصل بشخصيتها التلقائية والعيدة عن التكلف. موهبة تفرض نفسها على الساحة الفنية بكل سلاسة. مع رصيد فني غني وشخصيات متنوعة تتقمصها أمل لتحفر في ذاكرتنا وتكسبها ثقة ذاتية مستحقة. ومع نشاطاتها الفنية التي لا تنبض تصور أمل عرفة حالياً مسلسلاً كوميدياً جديداً من كتابتها. تجسد من خلاله خمس شخصيات بمشاركة عدد كبير من صناع الدراما. حاورت أوقات دبي أمل عرفة. وحدثتنا عن مشاريعها الفنية. وحياتها ووطنها.
أخبرينا أكثر عن المسلسل الجديد.
أعمل حاليا على تصوير مسلسل سايكو، وهو عمل كوميدي جديد عملت على كتابته مع سعيد حناوي، والمسلسل من إخراج كنان صيدناوي وإنتاج شركة زوى آرت برودكشن. يحمل المسلسل أفكاراً كوميدية وجديدة، وقد يجدها الكثير من المتابعين قريبة جداً من الواقع ومنتشرة في مجتمعنا. يشاركني في البطولة نخبة من نجوم الدراما السورية واللبنانية مثل الفنان أيمن رضا وفادي صبيح ورولا شامية وماريو باسيل وطارق تميم. هذا كل ما أستطيع أن أقوله الآن فأنا لا أحب الحديث كثيراً عن الأعمال.
متى سيبصر المسلسل النور
من المتوقع أن يتم عرض المسلسل في رمضان انشاءالله.
شاركتِ في العديد من الأعمل في الموسم الماضي، كيف كانت أصداء هذه المشاركات؟
تمكنت من الوصول إلى الجمهور بالطريقة التي أتمناها دائماً ، وحصلت على أصداء إيجابية من الجمهور والنقاد على حدِّ سواء. أعتقد بأنني تمكنت من الحفاظ على الثبات على نفس المستوى في جميع أدواري التي لعبتها، لذا أقول وبكل ثقة أن مكاني محجوز دائماً . بالتأكيد هذا الكلام لا يعني أنني أقف مكتوفة اليدين أو أجلس في البيت منتظرةً الأدوار، فأنا أعمل وأتحرك بشكل مستمر وإيجابي.
ما هي أكثر الأعمال التي أثرت بكِ؟
كانت تجربة “مدرسة الحب” مميزة جداً بالنسبة لي، وقد أتاحت لنا كل ثلاثية من ثلاثيات العمل أن نعبر عما يدور بداخلنا. ولا بد من الإشارة إلى أن ثلاثية “موطني” كان لها تأثير خاص، فقد تألمنا كثيراً عندما كنا ننقل ما يحدث في بلدنا، وقد كانت أيام التصوير الخمسة لمشاهد البحر موجعة جداً بالنسبة لي، لأنني عايشت الوجع الذي حل بكل السوريين الذين مروا بتلك التجربة المريرة. لقد قدمت شخصيتي بصدق في هذا العمل وشعرت بأنها لامستني في الصميم وبأن ألمها دخل إلى قلبي. كانت كل تلك العناصر التي جسدت واقع الثلاثية عناصر مهمة ساهمت في وصول العمل إلى الجمهور ولامست آلامهم.
وماذا عن الأعمال الأخرى؟
إن مسلسل “بقعة ضوء” غني عن الوصف، وبالنسبة لي، فأنا أعتبره من ضمن الأعمال المدرجة على قائمة الدراما السورية السنوية.
مشاركتي فيه كانت إيجابية جداً وهي المشاركة الأولى لي في هذا العمل، وهي المشاركة الأولى أيضاً مع المخرج سيف الشيخ نجيب. أما العمل الثالث “جريمة شغف”، فقد كان ناجح بالنسبة لعدد كبير من المتابعين والنقاد، وأنا سعيدة في هذه المشاركة وخاصة لكونها المشاركة العربية الأولى لي.
متى بكت أمل عرفة في نهاية آخر مشهد في أعمالها؟
بكيت في أعمال كثيرة في الماضي، بكيت في “خان الحرير” كثيراً، وبكيت في مسلسل “دنيا” في جزئه الأول، كما بكيت في العمل الرائع “كسر الخواطر”، فقد كنت أبكي لكثرة تعلّقي بهذه الأعمال.
ما الذي تغيّر الآن؟
هناك الكثير من الأمور التي تغيّرت الآن. لقد بات لدينا ما هو أهم من الأعمال كي نبكي عليه، فهناك وطنُ ينزف ويمر بحالة صعبة جداً، وهناك موتُ مستمر، وأمهات يبكين قهراً ولوعة، وهناك أولاد من أبناء هذا الوطن لا نعرف ما يرسمه لهم المستقبل.
للأسف الشديد، كل هذه أمور أولى بأن نبكي بسببها. إلى أي مدى أثرت الحرب عليك كممثلة؟
لم تؤثر الحرب علي كممثلة، بل أثرت علي كإنسانة عادية أعيش هذا الواقع الصعب. أنا أشعر بالحزن الشديد لما يحدث حولي من دمار وموت وقهر، وأخشى على على هذه الأجيال التي تجهل مستقبلها. أما فيما يخص عملي، فأنا لا أعتقد بأن الحرب أثرت علي كثيراً، لأنني بصراحة لم أقدم أي تنازل حتى الآن، على عكس البعض الذين قدموا تنازلات مختلفة وعديدة للحصول على الأدوار والمشاركات، ونالوا من خلال تنازلاتهم الكثير من الأموال. في النهاية، لا بد من القول أن كل سوري تأثر بالحرب، فقد بات الأمان مفقوداً وهناك خوف كبير على المستقبل، وقد باتت الحياة صعبة ومريرة .
أنت الآن مقيمة في لبنان، هل تزورين سوريا باستمرار؟
من دون شك. أنا أزور سوريا بشكل مستمر وأتنقل بكثرة بين لبنان ودمشق للاطمئنان على صحة والدي ومتابعة علاجه، فهو يتعالج في دمشق منذ فترة. لكن والحمد لله أصبحت صحته بخير.
ماذا يعني لك كل من البلدين؟
أنا أعشق لبنان وأحب هذا البلد إلى حد كبير، أما بالنسبة لسوريا فلي في كل مكان ذكرى جميلة، وأنا أكثر الناس ارتباط بالمكان وتعلق به، فسوريا وطني وبلدي الحبيب الذي يسكن في أعماق قلبي، كل شيء في دمشق وسوريا عامة له مكانة غالية لدي.
بعيداً عن هذا الموضوع لا بد أن نسألك عن علاقتك بعبد المنعم عمايري الآن؟
علاقتي به علاقة أم وأب تجاه أولادهم لا أكثر، ولا أرى الأمر يتطلب أكثر من ذلك.
هل تخافين على أولادك ؟
لا شك في أن الأولاد مسؤولية كبيرة، وأنا أخاف عليهم وعلى مستقبلهم الذي أعدّه أمانة في عنقي، فعلي أن أجيد قيادتهم نحو الطريق السليم. ولعلّ أكثر ما يخيفني هو أنه عليّ أن أدعهم يجربون بأنفسهم ليتعلموا من تجاربهم مهما كانت النتيجة، إلا أن خوفي هو خوف كل أم سورية على حياة ومستقبل أبنائها.
أخبرينا أكثر عن بناتك سلمى ومريم؟
إنهما كل شيء في حياتي! فسلمى هي محرك المنزل، ومفتاح كل مشروع، وهي النسمة بالنسبة لي، وهي تشكل لي طاقة إيجابية عظيمة جداً. أما مريم فهي سر أماني واتصالي بالحياة، وهي كل شيء جميل بالنسبة لي في هذه الحياة، مريم هي سري الذي لا أعرفه.
هل تشجعين ابنتيك على دخول الوسط الفني؟
أنا أعتقد بأن وسطنا الفني لا يختلف عن أي وسط آخر في المجتمع، فالعاملون في الوسط الفني حالهم حال العاملين في أي وسط أو مجال آخر. ربما هناك بعض الفروقات فيما يخص طبيعة العمل لا أكثر وهو فارق سطحي. إذا كانت لديهما الرغبة والموهبة وكان نجاحهما مضمون في الوسط الفني، فسأكون أول المشجعين والداعمين لهما.
ما هو أكثر مكان ترتاحين للجلوس فيه؟
أكثر مكان أرتاح فيه هو قبر والدتي. أحب أن أذهب إلى هناك لأزورها ولأحثدها وأخبرها عن كل ما يجري لي ، فأنا أرتاح كثيراً عندما أشكي لها وأشعر بأنها تسمعني وتشاركني في كل شيء.
تقرأون