القهوة مصدر حقيقي للفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة!
يستهلك الأشخاص حول العالم أكثر من ملياري كوب من القهوة يومياً، فهي بشكل أو بآخر حلٌ سحري يلجأ إليه الجميع للاستيقاظ والتركيز في الصباح، أو تعديل مزاجهم في أي وقت من اليوم، أو أثناء مقابلة الأصدقاء أو أفراد العائلة أو الزملاء لخوض الأحاديث الشيقة أو لحل المشكلات المعقدة أو عند البحث عن إجابات لأسئلة جوهرية، أو حتى أثناء مراجعة صفحات العمل وجداول البيانات ضماناً لدقتها!
وفي حين تدرك الغالبية العظمى من عشّاق هذا المشروب برائحته العطرية الفواحة والمحضر بأساليب مختلفة، أنهم يتناولون مشروباً غنياً بالكافيين، فكم باعتقادكم يدركون أن القهوة تحتوي على عدد من الفيتامينات والمعادن بصرف النظر عن نوعها بما في ذلك الفورية.
نعم هذا صحيح: تحتوي القهوة على الفيتامينات والمعادن!
يحتوي كوب من القهوة السوداء بسعة 240 ملليتر على كميات صغيرة من عنصري الريبوفلافين والمنغنيز، و11% من احتياجات اليومية للجسم من البوتاسيوم، و9% من المغنيزيوم، و11% من النياسين.
وتسهم جميع هذه العناصر في تحسين الصحة البدنية نظراً لأدوارها المختلفة في تمكين العضلات والجهاز العصبي من أداء الوظائف الطبيعية والحفاظ على مستويات ضغط الدم الطبيعية والحد من الشعور بالإرهاق والتعب.
وقالت نيكول مفتوم، أخصائية تغذية: “القهوة لا تزود أجسامنا بالعناصر الغذائية فقط عند استهلاكها باعتدال (2 إلى 3 أكواب يوميا) ولكنها تحسن أيضا عافيتنا بشكل عام .
“الكافيين يساعد أجسامنا بزيادة مستوى الدوبامين في الدماغ، المادة الكيميائية التي تسبب لنا الشعور بالسعادة والتفاؤل. فالناس المتفائلون ينعمون بعمر أطول وأنماط حياة أكثر صحة.”
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فحبّات القهوة تحتوي بشكل طبيعي على مركبات تتميز بخصائص مضادة للأكسدة، وتعتبر مضادات الأكسدة مواداً طبيعية قد تمنع أو تؤخر بعض أنواع تلف الخلايا، الأمر الذي يسهم بدوره في تقليص مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
وتشمل هذه الأمراض داء السكري من النوع الثاني، لكنه من الأفضل دائماً التفكير بالعادات الغذائية العامة وكمية السكر التي تتناولونها قبل طلب قطعة المعجنات أو الكعكة مع كوب القهوة. فقد بينت دراسة حديثة أن تناول كوب واحد من القهوة يومياً يسهم بتخفيض مخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 6%.5 وبشكل عام، يرتبط تناول القهوة ارتباطاً عكسياً بمخاطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
أما بالنسبة لأمراض الكبد، فيسهم تناول القهوة في تقليص مخاطر الإصابة بمجموعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان والتهاب النسيج الليفي وتليّف الكبد ومرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وبينما نعدد كل هذه المنافع الجسدية لتناول القهوة، دعونا لا ننسى فوائدها المرتبطة بالصحة النفسية والمألوفة عموماً لدى عشّاق القهوة.
فقد ربطت الدراسات المختلفة بين الكافيين الموجود في حبات القهوة وتعزيز الشعور باليقظة والرضا وتحسّن المزاج العام. كما وجدت الدراسات أن تناول 75 ملغ من الكافيين، أي ما يعادل كوباً واحداً من القهوة، كل أربع ساعات يرتبط بنمط من التحسن الدائم للمزاج على مدار اليوم.
ومن ناحية أخرى، تشتمل قائمة الفوائد الذهنية الأقل شيوعاً على تخفيض مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر ومرض باركنسون.
وبالإضافة إلى ذلك، أثبتت الدراسات قدرة الكافيين على تحسين الأداء الرياضي، بدءاً من تحسين القدرة على التحمل والقوة العضلية والتحمل العضلي والطاقة والقدرة على القفز وصولاً إلى تمارين السرعة، وذلك من خلال زيادة إفراز الأدرينالين الذي يحفز إنتاج الطاقة ويرفع مستويات تدفق الدم إلى العضلات والقلب.
التواصل الاجتماعي
تعد المقاهي مساحة متميزة للتواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط منذ القرن السادس عشر، وتمثل حتى اليوم وجهة رائعة للاسترخاء وتبادل أطراف الحديث أو العمل أو حتى الدراسة.كما أن الكثيرين يستمتعون بلحظات وتجارب تناول القهوة مع الأصدقاء والعائلة في المنزل أيضاً.
وعلينا أن نتذكر أن حبّات القهوة ليست متشابهة، ففنجان القهوة يتميز من حيث أصول هذه الحبات ودرجة طحنها وتحميصها وطريقة تحضيرها. وللحصول على أفضل الخصائص المضادة للأكسدة والالتهابات، ننصح باختيار المشروب الساخن المصنوع باستخدام حبات القهوة المحمصة بدرجة خفيفة.
وكقاعدة عامة تنطبق على مختلف جوانب الحياة، يجسّد الاعتدال مسألة بالغة الأهمية. فإضافة القهوة إلى نظامكم الغذائي وأنماط حياتكم توفر العديد من الفوائد الصحية، وتتيح لكم أيضاً عيش لحظات وتجارب مميزة بصحبة الأصدقاء وأفراد العائلة والزملاء.
وتتمثل جرعة الاستهلاك المعتدل للبالغين بثلاثة إلى أربعة أكواب من القهوة يومياً، أي ما يعادل 400 ملغ تقريباً من الكافيين.