مبادرة أهلاً سمسم تحقق تأثيراً كبيراً على تعلّم الأطفال
أظهر بحثٌ جديد من مركز جلوبال تايمز للأطفال في جامعة نيويورك تحقيق تأثيرٍ كبيرٍ على المهارات اللغوية والحسابية لدى الأطفال وتطورهم الاجتماعي والعاطفي من خلال مبادرة “أهلًا سمسم”. تهدف “أهلًا سمسم” وهي مبادرة من إعداد مؤسسة “ورشة سمسم” (Sesame Workshop) ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) إلى توفير التعليم المبكر والرعاية للأطفال المتضررين من الصراعات والأزمات في الشرق الأوسط. تظهر النتائج الأثر القوي لدمج الوسائط التعليمية مع خدمات تنمية الطفولة المبكرة، وتحقيق تأثيرٍ ملحوظ من خلال التعلم المُبكر في السياقات الإنسانية وغيرها حيث لا يكون التعليم الحضوري التقليدي ممكناً.
تم إطلاق مبادرة “أهلاً سمسم” بدعمٍ من جائزة 100&Change الأولى من نوعها، والمقدّمة من مؤسسة “ماك آرثر، بقيمة 100 مليون دولار، وبدعمٍ إضافي من مؤسسة “ليغو”، وتعتبر المبادرة التدخل الأكبر في مرحلة الطفولة المبكرة في تاريخ الاستجابة الإنسانية، حيث وصلت خدمات الطفولة المبكرة المباشرة والتعلم المرِح إلى أكثر من مليون طفل ومقدم للرعاية في العراق، والأردن، ولبنان، وسوريا، وأكثر من 23 مليون طفل في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال برنامج “أهلاً سمسم” التلفزيوني، وهو إصدارٌ محلي باللغة العربية من برامج Sesame Street.
تشمل النتائج الرئيسية للبحث الجديد الذي تم الإعلان عنه اليوم ما يلي:
- إمكانية ابتكار نهج إبداعي جديد عن طريق الإعلام لبرامج التعليم ما قبل المدرسي قابل للتنفيذ عن بُعد: في لبنان، ساهم منهج “أهلاً سمسم” للتعليم ما قبل المدرسي، ذي الوسائط التعليمية المتكاملة، والذي نُفذ عن بُعد، ودام 11 أسبوعاً، في إحدات تأثيراتٍ إحصائية وتنموية مهمة لدى الأطفال، لا سيما من حيث مهارات أساسيات القراءة والكتابة والحساب والمهارات الاجتماعية والعاطفية ، يمكن مقارنتها بعام كامل من برامج التعليم الحضوري ما قبل المدرسي. تُظهر نتائج البرنامج، الذي تم تنفيذه عن بُعد بسبب انتشار جائحة كورونا، الإمكانات الهائلة لهذا النهج للتعليم ما قبل المدرسي عن بُعد، ووجود تأثيرات على السياقات التي لا تكون فيها الخدمات الحضورية ممكنةً، سواء كان ذلك بسبب الجائحة أو النزاعات أو الكوارث الطبيعية، أو في المناطق الريفية أو المناطق منخفضة الموارد.
- وجود أدلة متينة حول قوة الوسائط التعليمية الجماعية في تحسين المهارات الاجتماعية والعاطفية الأساسية التي تعتبر ضروريةً لنجاح الطفل على المدى الطويل: ساهمت مشاهدة برنامج “أهلًا سمسم” التلفزيوني في زيادة كبيرة في قدرة الأطفال على تحديد مشاعرهم وتطبيق عملية ضبطٍ بسيطة واستراتيجية للتأقلم. تشكّل أبجديات العواطف أساساً مهماً للغاية لجميع الأطفال الصغار، وخاصةً أولئك الذين يعانون من المحن. وتشير نتائج دراسةٍ أُجريت في الأردن إلى قدرة الوسائط التعليمية الجماعية على تحقيق نتائج التعلم الرئيسية، مع الوصول إلى الأطفال على نطاقٍ واسع.
- يعد الجمع الفريد لمبادرة “أهلًا سمسم” بين الوسائط التعليمية وخدمات الطفولة المبكرة وسيلةً فعّالةً، ما يضع حجر الأساس للجهات الأخرى لإنشاء برامج مُماثلة: توضح النتائج أن خدمات الطفولة المبكرة المرنة والمرتكزة على المستخدم، والقائمة على الأدلة، وذات الصلة الثقافية، والمتكاملة مع محتوى الوسائط يمكن أن تدعم تحقيق مجموعةٍ واسعةٍ من نتائج تنمية الطفولة، وتعزز تعلم الأطفال في المدرسة والمنزل وتدعم تحقيق نتائج إيجابية مدى الحياة.
إلى ذلك، تشارك مبادرة “أهلا سمسم” في الشرق الأوسط في تطوير وتوسيع نطاق البرامج مع الشركاء الوطنيين من أجل إحداث تغييرٍ مستدام، مع تحقيق تأثيراتٍ في جميع البلدان الأربعة التي تركز عليها المبادرة.
- في العراق: تطبّق 1800 مدرسة في العراق حالياً برامج الاستعداد للمدرسة التي تم تطويرها مع فرق “أهلا سمسم” لإعداد الأطفال للالتحاق الناجح بالصف الأول. إلى ذلك أضافت الحكومة الآن البرنامج إلى خطتها الوطنية للتعليم، ما يجعل البرنامج إلزامياً في جميع المدارس في كافة أنحاء العراق.
- في الأردن: قام العديد من مراكز الرعاية الصحية الأولية بدمج المعلومات والإرشادات حول تنمية الطفولة المبكرة لأولياء الأمور خلال الزيارة الصحية لكل طفل.
- في لبنان: تعاونت فرق “أهلا سمسم” مع الوزارات الحكومية لتطوير معايير الجودة لدور الحضانة.
- في سوريا: تمكنت مبادرة “أهلا سمسم” من الوصول إلى أكثر من نصف مليون طفل ومقدم للرعاية في شمال سوريا وحده على الرغم من الظروف الصعبة للغاية، وحققت تقدماً كبيراً في إطلاق حلولٍ مستدامة لدعم التنمية المستمرة في مرحلة الطفولة المبكرة، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية.
يقول الدكتور هيروكازو يوشيكاوا، الأستاذ في كلية شتاينهارت والمدير المشارك لمركز غلوبال تايز في جامعة نيويورك: “تُظهر هذه الدراسات الناتجة عن سنواتٍ من التعاون كيف يمكن لبرامج الطفولة المبكرة الجيدة أن تأتي بآثارٍ إيجابيةٍ مُذهلةٍ لمقدمي الرعاية والأطفال الصغار على السواء في المناطق المتأثرة بالنزوح والأزمات. وتقدم الدراسات أدلةً جديدةً على أن الابتكارات في الوسائط التعليمية وفي الاستفادة من دعم مقدمي الرعاية للتعلم يمكن أن تحسّن التنمية الشاملة للطفل. ويقدّم هذا البحث مساهماتٍ بارزةً في القاعدة العلمية لتنمية الطفولة المبكرة في الشرق الأوسط.”
يأتي الالتزام بالتعلّم في صميم مبادرة “أهلًا سمسم”، مع خطة بحثية متينة مُدمجة في تصميم المبادرة ونيةٍ بمشاركة الدروس المستفادة منها لإثراء وإلهام برامج تنمية الطفولة المبكرة الأخرى الموجهة للأطفال الذين يعيشون في ظروف الأزمات والنزاعات في جميع أنحاء العالم. أجرت جامعة نيويورك ثلاث تجارب عشوائية مكثفة ومنظمة على مبادرة “أهلاً سمسم”، ويمكن الاطلاع على نتائجها على هذا الرابط.
يقول ديفيد ميليباند، الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية (IRC):”اجتمعت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) منذ خمس سنوات مع مؤسسة “ورشة سمسم” لتزويد الأطفال المتأثرين بالنزاعات والأزمات في الشرق الأوسط بالدعم الذي يحتاجونه للتعلم والنمو والازدهار. وليست مبادرة “أهلاً سمسم” التدخل الأكبر الموجّه للطفولة المبكرة في تاريخ الاستجابة الإنسانية فحسب، إذ تُظهر دراسة جديدة نُشرت اليوم تأثير هذه المبادرة المبتكرة على الأطفال. فقد كان هدفنا وضع معيارٍ جديدٍ للتعلم في مرحلة الطفولة المبكرة. نعتقد أن هذه الدراسة تُظهر أن الجمع بين خبرة لجنة الإنقاذ الدولية في المجتمعات المتأثرة بالأزمات والتأثير المثبت للوسائط التعليمية الخاصة ببرامج سيسمي له تأثير استثنائي. وتتمثل المهمة الآن في نشر الرسالة وتحفيز التغيير الدائم لجميع الأطفال المتأثرين بالأزمات في جميع أنحاء العالم.”
وتقول شيري ويستن، رئيسة مؤسسة “ورشة سمسم”: “إن السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي الأهم في حياته، إذ ينمو خلالها دماغه بسرعة ويكون أكثر حساسيةً للبيئة المحيطة به. نُدرك في ورشة سمسم أن التعرض المتكرر للصدمات يمكن أن يعيق نمو الدماغ وأن يحمل تأثيراتٍ طويلة الأمد، ولكن يمكننا التخفيف من هذه الآثار من خلال تنمية الطفولة المبكرة والرعاية الجيدة. فمن خلال الجمع بين قوة الوسائط والخدمات المباشرة والتعاون المكثف مع اللاجئين والمجتمعات المُضيفة، نأمل أن يصبح نجاح “أهلاً سمسم” نموذجاً للوصول إلى الأطفال المتأثرين بالنزاعات والأزمات أينما كانوا.”
أدت النزاعات والعنف والأزمات الأخرى إلى نزوح 36.5 مليون طفل من منازلهم، وهو أعلى رقم مسجل منذ الحرب العالمية الثانية. ولا يتمتع سوى 31% من هؤلاء الأطفال بالقدرة على الوصول إلى التعليم ما قبل الابتدائي، ما يعني أن الغالبية ستكبُر من دون الحصول على فرص التعلم. لذلك، ومن خلال دمج الوسائط التعليمية والدعم المباشر للأسر التي تمر بأزمات، توفر مبادرة “أهلًا سمسم” تنميةً تحوّليةً في مرحلة الطفولة المبكرة وتعلماً مرحاً أصبح الآن جزءاً من الحياة اليومية لملايين الأطفال في الشرق الأوسط. تضع مبادرة “أهلًا سمسم” الأساس لجهودٍ أخرى لتوسيع نطاق هذه النماذج وتعديلها والبناء عليها في سياقاتٍ إنسانيةٍ أخرى.
للمزيد من المعلومات حول برنامج “أهلًا سمسم”، يرجى زيارة هذه الصفحة. يمكن أيضاً مشاهدة الحلقات على صفحة “أهلًا سمسم” على يوتيوب واستكشاف مكتبة الموارد عبر موقع ahlansimsim.org.