قد أوشكت سنة 2019 على الإنتهاء، كنت قد سمعت بالصدفة عن عرضٍ مغرٍ من صالون ‘بي دي إل‘ على طريق الشيخ زايد. يعدك الصالون بالمغادرة وأنت تشبه صورة (بعد) في إعلانات مواد التجميل.
رحّبت بي موظفة الاستقبال وقدّمت لي كوباً من الماء البارد بشرائح الخيار والليمون. وقادتني إلى مقعد الحلاق. جلست على المقعد المريح أتجاذب أطراف الحديث مع الحلاق العربي فيما هو يشذب أطراف لحيتي. بدت لحيتي بعد انتهائه لوحة فنية مشغولة بعناية وحب.
انتقل إلى رأسي وحلقه بيد خفيفة، وانتهى من العملية بسرعة فائقة، فلم يتسنّ لي أن أغفو في مقعدي الوثير. رفع الفنان المنشفة عن رقبتي ونظر إلى لوحته الفنية المكتملة. بدوت في المرآة صغيراً ووسيماً وسعيداً.
طالع الحلاق الساعة وأخبرني بفخر بأنه انتهى في وقت أسرع من المتوقع. أشار إلى طاولة البلياردو، وقال: يمكنك أن تلعب دوراً مع نفسك لتحسن مستواك، أو الجلوس في المقهى المجاور والتابع لذات الصالون.
ذهبت إلى المقهى بحثاً عن رفيق بلياردو وكوب قهوة. المقهى رياضي وعلى جدرانه صور لدرّاجين، ودرّاجات هوائية معلّقة، وقمصان فرق رياضية وكؤوس بطولات. جلس في المقهى بعض هواة الدراجات الهوائية ليرتاحوا بعد إكمالهم لجولة طويلة، مستمتعين بالطقس الجميل.
تناولت قهوتي بحليب اللوز – إذ تتوفر في المقهى الخيارات النباتية للمأكولات كذلك – واقنعت أحد الدراجين بلعب البلياردو معي، فعدنا إلى الصالون وتنافسنا في دور شيّق حتى حان موعدي التالي.
قادتني موظفة الاستقبال إلى منطقة العناية بالأظافر. جلست إلى أريكة يقابلها جهاز تلفاز ذكي. جاءت خبيرتا الأظافر، وجلست إحداهما قرب قدمي ووضعتهما في الماء الدافئ، فيما جلست الأخرى قربي وقدّمت لي جهاز التحكم بالتلفاز والسماعة اللاسلكية.
يتّصل التلفاز بخدمة ‘نتفلكس‘، فتنقلت بين الخيارات حتى وجدت فيلماً وثائقياً موضوعه مثير بالنسبة لي، فاسترخيت وسرحت في البرنامج.
سألتني الموظفة الجالسة بجانبي إن كنت أفضل أظافري مربّعة أم دائرية. “طبعاً دائرية، وقصيرة جداً” أجبتها. قصّت الموظفتان أظافر اليدين والقدمين بسلاسة، ثم حفّتا أطرافها وأنا شبه مغيّب عن العملية برمّتها وسارح في برنامجي.
سألتني الجالسة بجانبي إن كنت أحب تلميع الاظافر. لم يسبق أن لمعت أظافري فأجبت بنعم من باب التجربة، وقد بدت أظافري كأظافر الأطفال الناعمة عندما انتهت.
الجزء التالي كان الأجمل بالنسبة لي، وهو تدليك الكفّين والقدمين. استغرقت هذه العملية الممتعة حوالي عشر دقائق فقدت فيها تركيزي الموجّه نحو البرنامج. ذبت في أريكتي الوثيرة وأنا استشعر تفكك العقد والعضلات المشدودة، وانتقلت إلى مرحلة قريبة من النوم وكدت أغفو لولا انتهاء الجلسة الاسترخائية السريعة.
نظرت في المرآة مرةً أخرى. كنت بحق مستعداً للقاء الأهل والأصدقاء والخروج على الملأ بأبهى حلة. التقطت كوباً من الماء بشرائح الخيار والليمون وعدت إلى منطقة البلياردو بحثاً عن صديقي الجديد.
نصيحة أوقات: اذهب إلى الصالون مع صديقك لتلعب معه دور بلياردو قبل أو بعد الموعد
السعر: 305 درهم لحلاقة الرأس واللحية والعناية بأظافر القدمين واليدين
المكان:صالون ومقهى ‘بي دي إل‘، بناية مردوف، طريق الشيخ زايد
97143339993+