كنت في زيارة عائلية في مدينة الشارقة، واقترح علي زوجي بعدها زيارة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية. في الحقيقة لم أتحمس للفكرة في البداية، ولكن ما أن دخلنا باب المتحف شدّني كل ما يحتويه، وبدأت بالاستطلاع واختلاس النظرات، وتولد لدي الشعور بالحماس للتعرف على ثقافة المتاحف، فالتعرف عليها عن قرب هو بمثابة التعرف على عالم أخر بتفاصيله، واختلافاته، وغرائبه! وإليكم قصتنا الحماسية.
بعد أن تعرفنا على المرشدة اللطيفة التي كانت بالنسبة لي كنزاً يزخر بالمعلومات التاريخية! أخبرتنا أن المتحف يحتضن 7 صالات، واصطحبتنا في البداية إلى صالة أبوبكر للعقيدة الإسلامية. تتخصص هذه القاعة بتعريف الزوار بمبادىء الإسلام، وأثار دهشتي أن أغلب زائري هذه الصالة هم من الديانات الأخرى، هذا ما أخبرتنا به المرشدة التي وصفت لي حينها شغف الديانات الأخرى بالتعرف على عقيدتنا الإسلامية. ولدى شرحها عن شعائر الحج ذكرتني بزيارتي للكعبة المشرفة، حيث هناك مجسم للكعبة وللحجر الأسود وعدة أجزاء من كسوة الكعبة المشرفة، ومخطوطات نادرة من القرآن الكريم، وصور ومعلومات عن المساجد من مختلف أنحاء العالم العربي والغربي.
ثم عرجنا إلى صالة إبن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا، وما أن دخلت الصالة حتى انتابني شعور غريب نقلي إلى حقبة بعيدة غارقة في القدم… حقبة تكنولوجية بعظمة العلم. فبدأت أتأمل الإنجازات التي قام بها العلماء المسلمون وإسهاماتهم العظيمة في الحضارة الإنسانية، وذلك من خلال النماذج المجسمة والصور والمعلومات عن أهم الاكتشافات التي حققها العلماء المسلمون في الفلك، والجغرافيا، والعلوم الطبيعية والهندسة المعمارية، والرياضيات، والكيمياء، والتكنولوجيا العسكرية، والملاحة البحرية، والهندسة والطب. انتابني شعور بالفخر بينما كانت تشرح لنا المرشدة عن أعمال الأزهري واكتشافاتة الطبية التي وصل إليها، على الرغم من الإمكانيات البسيطة التي كانت متاحة في ذلك الوقت.
ثم صعدنا إلى الطابق العلوي للتعرف على الصالات الأربعة التي منحنتي الفرصة لاستكشاف الفنون الإسلامية والتي تضم الأعمال الفنية والمشغولات المصنوعة من الخزف والمعدن والزجاج والأسلحة والمنسوجات الفاخرة والسجاد بشتى أنواعه، وغيرها من روائع الفنون. إذ يضم المتحف قطع أثرية من مصر وتركيا واليونان وسوريا وبلدان أخرى، تمثل حضارات تركت بَصْمَتها في الثقافة الإنسانية على مدى آلاف السنين، إكتشفنا بها الملامح المشتركة للتجربة الإنسانية الواحدة التي تتخطى حدود الجغرافيا والوطن والتاريخ.
وبعد أن أنهينا زيارتنا للصالات الست، زرنا الصالة السابعة التي تحتوي مقتنيات من متاحف عالمية أخرى، كان فيها معرض مخصص للتعرف على حياة المسلمين في الصين، والذي يستمر حتى 11 يونيو. ويضمّ المعرض مجموعة من الصور عن حياة الصينيين اليومية وتنوعها، وخاصة حياتهم في المدرسة، والعمل، وأوقات الراحة، وأوقات العبادة. إلى ذلك، لفت انتباهنا في الطابق الثاني للمتحف قبة تثير الدهشة لروعة الرسومات الفلكية والأبراج التي تحتويها.
كانت جولتنا في المتحف مثيرة للاهتمام، إذ مكنتنا محتوياته النفيسة من الاقتراب أكثر من تفاصيل مهمة من التاريخ الإسلامي، والعلوم، والاكتشافات، والتمتع بجمال الفنون الآسرة، فيما وفّرت إدارة متاحف الشارقة خدمات تفاعلية مميزة للزوار مثل الفيديوات التي تشرح آلية عمل بعض الاختراعات الإسلامية، إضافة إلى الشرح بالصوت والصورة.
نصائح أوقات:
خصصوا من ساعة إلى ساعة ونصف من وقتكم للاستمتاع بجولتكم بالمتحف
لا تفوتوا زيارة القبة الفلكية الموجودة في الطابق الثاني
أسعار تذاكر متحف الشارقة:
10 درهم للشخص
مكان متحف الشارقة:
متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، منطقة المجرة، قلب الشارقة
للتواصل عبر الرقم التالي: 97165652988+
