Uncategorized

قصص من الماضي: حين بدأت الحكاية الماء والرمال والشمس!

كانت الحياة في دبي بسيطة، وكان الناس يعتمدون على صيد اللؤلؤ والسمك للعيش، وكان مركز المدينة وقلبها النابض ما يُعرف الآن بحي دبي التاريخي. تزخر هذه المنطقة بأهمية تاريخية وثقافية كبيرة، فهي تشهد على حقبة عاشتها دبي والإمارات قبل اللأبراج وناطحات السحاب والنهضة العمرانية. وعلى كل من يريد أن يفهم الحاضر والمستقبل أن يفهم الماضي أيضاً! من هنا وُلد مشروع إعادة إحياء منطقة خور دبي التاريخية لينطلق من جدور دبي إلى باقي العالم.

وفي هذا الإطار قمنا بجولة سياحية إستكشافية لهذه المنطقة برفقة وفد إعلامي، أنهيناها بحوار مع السيّد يوسف لوتاه، المدير التنفيذي لإدارة التطوير السياحي والإستثمار بدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي وعضو اللّجنة التنفيذية لمشروع إعادة إحياء المنطقة التاريخية، وبحضور سعادة سعيد النابوده مدير عام هيئة الثقافةوالفنون في دبي بالإنابة.

أخبرنا أكثر عن فكرة هذه الجولة السياحية الجديدة.

انطلقت هذه الجولة السياحية التراثية تحت عنوان “زمان الأوّل: قصص من الماضي” وبقيادة مرشدين سياحيين إماراتيين في منطقة دبي التاريخية، بتوجيهات من صاحب السمو الشّيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وبالتعاون مع هيئة الثقافة والفنون في دبي، ودائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، وشركة “بوابة الصحراء”، كأول جولة سياحية تراثية. وعلي أن أقول أنه لولا مساعدة كافة الأطراف لما تمكنا من الوصول إلى تحقيق هذه الفكرة.

لماذا أطلقتم هذه المبادرة وهذه الجولة السياحية؟

هذا المشروع، أو الجولة ينبع من فكرة أكبر وأوسع وهي إعادة إحياء منطقة خور دبي التاريخية، ويغطي المشروع مساحة 1.5 كيلومتر مربع في بر دبي، ومنطقة الفهيدي، والشندغة، وديرة. والهدف من ذلك هو إعادة تاريخ دبي الطويل والغني إلى المقدمة. ومن خلال هذه الجولات، يحصل الزوار على فرصة سماع المعلومات من مرشد سياحي إماراتي، يخبرهم قصصاً من الماضي ويطلعهم على الثقافة الإماراتية والحياة فيها قديماً، سواء كانوا زواراً أو مقيمين.

نحن كإماراتيين عندما نتجول في هذه الأماكن التاريخية لا نستخدم مرشد سياحي، فمرشدونا هم أجدادنا وجداتنا. وعندما استلمنا هذا المشروع بصفة رسمية قمنا باستكشاف المنطقة كسواح، واكتشفنا أن المعلومات  لا تغطي إلا جزءاً بسيطاً من إرث المنطقة الثقافي والتاريخي الغني، ومن هنا نشأت فكرة تخصيص مرشدين إماراتيين للقيام بذلك.

كيف تم التحضير لهذه الخطوة؟

أتت هذه الخطوة بعد جهود مكثفة، وقد تم اختيار شركة “بوابة الصحراء” لتشغيل الجولة التي اعتمدتها الدائرة بعد منافسة بين كبرى الشركات المتخصّصة بالجولات السياحية.

وقد شاركت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي بدور فاعل في رفد مشروع إعادة تطويرمنطقة دبيالتاريخية يتضمن تدريب المرشدين السياحيين الأكفًاء الذين ستعمل على تدريبهم على أعلى مستوى، وتأهيلهم منخلال تغذيتهم بالمعلومات التراثية والتاريخية ليكونوا مؤهلين للقيام بدورهم في استعراض التطورات التي تشهدها الإمارة.

هل سيتم تطبيق هذه الجولة من خلال شركات سياحية أخرى أيضاً؟

يُعد مشروع الجولة السياحية التاريخية هذا مثال على ما يمكن القيام في هذه الوجهة التاريخية من خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص. ونحن نأمل أن يحفز هذا المشروع الشركات السياحية الأخرى أن يدرسوا الحي التاريخي ويأتوا بأفكار وأساليب رائعة ومتنوعة لتشجيع الزوار على زيارته وعيش هذه التجربة بطرق مختلفة، للتعرف على حياة الإماراتيين قديماً وكيف كانوا يعيشون.

وما هي الخطوات القادمة لمبادرة إعادة إحياء منطقة خور دبي؟

يأتي تنظيم هذه الجولة بالتزامن مع بدء أعمال تنفيذ خطّة تطوير وإعادة إحياء منطقة دبي التاريخية التياعتمدها صاحب السمو الشّيخ محمّد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي “رعاه الله” مطلع العام الجاري، من خلال تحويل المنطقة الواقعة ضمن المشروع إلى أكبر متحف مفتوح من خلال الخور والأحياء التاريخية المجاورة. وستتضمن منطقة الشندغة أحد أكبر المتاحف على مساحة تقارب الـ34 ألف متر مربع، أما منطقة الفهيدي فستركز على الفن والإرث الإماراتي وسيتم الإعلان عن كافة الخطوات القادمة في الوقت المناسب. فنحن نهدف إلى أن يتمكن هذا المكان من استقبال 12 مليون زائر سنوياً عند انتهاء هذا المشروع في 2020.

لماذا هذا التوقيت بالذات للتركيز على الجانب التاريخي والثقافي؟

تستضيف دبي العديد من السواح من مختلف أنحاء العالم الذين يأتون ليتعرفوا على المكان الذي يحتضن أطول برج في العالم وما إلى ذلك من معالم مهمة. لكن لدينا في دبي حضارة رائعة أيضاً، وقد آن الأوان لتسليط الضوء عليها. فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر، وقد بدأت الحكاية هنا في هذه المنطقة، وحينها لم يكن عندنا إلا الشمس والماء والرمال، ونحن فخورون بجذورنا وتاريخنا وإنجازاتنا.

كل مدينا لها تقديماتها التي تميزها، ودبي تنعم بتقديمات متنوعة ترضي القادمين من مختلف أنحاء العالم سواء كان ذلك من خلال المذاقات، أو الثقافة، وغيرها من المزايا التي تشكل عاملاً أساسياً لدى الزوار عندما يقررون اختيار مدينة ما. ويعد العامل الثقافي من أهم العوامل الجاذبة للسياحة، وهو يساهم في تعزيز التقديمات التي تقدمها المدينة بشكل عام. فعندما يقرر الزوار المجيء إلى دبي للتمتع بالشمس والماء والمطاعم، سيحصلون أيضاً على فرصة رائعة لعيش تجربة ثقافية مميزة أيضاً. لذلك نحن نعمل على تقديم خيارات متعددة حرصاً منا على التعريف بالإرث الثقافي للإمارات في الخارج.

ومع اقتراب موعد إكسبو 2020 نتوقع زيارة 25 مليون زائر إلى دبي، لذا ليس هناك وقت أفضل من هذا لإطلاق هذا المشورع.

ما هي برأيكم الطريقة المثلى لاستكشاف منطقة دبي القديمة؟

برأيي ليس هناك طريقة مثلى. ولكنن أشجع الجميع على استكشافها، سواء من خلال حجز جولة منظمة أو بشكل فردي سيراً على الأقدام وباستخدام العبرا، حتى لو تهتم هنا فهذه ستكون تجربة فريدة بحد ذاتها!

قد يعجبك :

ذا بروميناد وجهة جديدة على ضفاف خور دبي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights