تحولٌ هائل طرأ على حديقة زعبيل منذ زيارتي الأخيرة! وصلت مساء السبت قبل الغروب بقليل لأستغل الساعة الزرقاء المفضلة للمصورين، خصوصاً من يكتفون بهواتفهم لغرض الإنستاغرام. لقد تحولت الحديقة بفعل 400 فنانٍ عالمي إلى أكبر حديقة مضيئة في العالم، وجنةٍ لأمثالي من المهووسين بتطبيق الصور والتواصل الاجتماعي.
التقتني تحفة بحرية كبيرة بعد البوابة، قناديل بحر وأسماك تتوهج في الظلام، وأحدها يشبه البطل الكرتوني نيمو، وموسيقى تستثير الحواس في الخلفية، ثم أشجارٌ تنعكس ألوانها المتغيرة على سطح الماء.
تزخر الحديقة بالممرات المضيئة التي تؤدي إلى نسخٍ مصغرة من عجائب العالم، أولها ذكرتني بتاج محل الهندية، وبقربها كشكٌ صغيرٌ للكنافة التركية، تناولت حلواي المفضلة من البائع اللطيف وجلست قريب من الأعجوبة، استمع إلى الألحان وصيحات نداء البائع على كنافته بعربية مكسرة. مررت عبر نفقٍ من القلوب السعيدة، بعد أن التقطت عشرات الصور، وزاحمت العائلات التي تود التقاط صورٍ مع أطفالها، ووصلت إلى مجسمٍ لبرج خليفة، يضيء بطريقة مشابهة للأعجوبة الأصلية. ولدى اقترابي تبينت أنه مصنوعٌ من زجاجات دوائية فارغة، “مهلاً هل فاتني شيء؟” تساءلت، وعدت إلى اللوحات الإرشادية لأتبين أن للحديقة أهداف أبعد من الترفيه عني وعن متابعيَ على إنستاغرام! تهدف الحديقة إلى زيادة الوعي بالتدوير وتخفيض استهلاك الطاقة، هذه المصابيح الملونة التي تنشر السعادة تستخدم تقنية إل إي دي التي تستهلك عُشر كمية الكهرباء التي تستهلكها المصابيح العادية، ومعظم الأعاجيب الصغيرة مصنوعة من مواد قابلة للتدوير، من مثل قوارير الماء الفارغة.
عدت إلى البوابة بعد حلول الظلام، هاتفي يرتاح في جيبي، وعيناي تستمتعان بالفنون الملونة. شاهدت الكثير من مجسمات الحيوانات السعيدة، أحدها ذكرني بزيارتي إلى كينيا، تستعرض هجرة الحيوانات في شرق أفريقيا، مع موسيقى لطيفة في الخلفية تمزج بين ألحان شبه القارة والصين والقارة السمراء، ذلك أن الموسيقى تُبث بين منطقة هجرة الحيوانات الأفريقية ومنطقتي تاج محل الهندية وجنة الباندا الصينية، يا للإبداع.
نصائح أوقات:
المواقف مجانية، لكن يصعب إيجاد موقفٍ قريباً من البوابة الرئيسية رقم 6، فيما تتوفر مساحات شاسعة من المواقف على طرفي الحديقة
لمحبي الإنستاغرام، تطبيق بوميرانغ هو الخيار الأمثل للتصوير في الحديقة، ذلك أنه ينقل إحساس التوهج وتغير الألوان مقارنة بالصور الثابتة
أسعار تذاكر حديقة زعبيل:
60 درهم للشخص، ومجاناً للأطفال دون سن الثالثة
كيفية الوصول لحديقة زعبيل:
دبي جاردن جلو،حديقة زعبيل
