عندما قررت زيارة جزيرة النور في الشارقة، لم يكن لدي أدنى فكرة عما سأراه هناك، ولكنني قررت ألا أبحث عن أي صور أو معلومات حول الجزيرة، بل أن أستكشف المكان بنفسي وأعيش عنصر المفاجأة.
وضعت إسم الجزيرة على خارطة الهاتف وانطلقت، فأوصلتني الخارطة إلى موقف كبير قرب جامع النور بمحاذاة كورنيش الشارقة، يقابله مدخل الجزيرة. ومن على الجسر الخشبي المحاط بمياه بحيرة خالد من الجهتين، سرت وأنا أتأمل المشهد الخلاب، حتى وصلت إلى تحفة معمارية بكل ما للكلمة من معنى. اقتربت أكثر من المكان فعرفت أنه بيت الفراشات.
دخلت أزور هذه الكائنات الجميلة في بيتها، ووجدته مليئ بالنباتات المختلفة وقد دخلت إليه الإضاءة الخارجية من خلال الواجهة الزجاجية، ما أفرح الفراشات التي كانت تحوم حولي من كل حدب وصوب. وللاهتمام بغذائها، وضع العاملون في الجزيرة قطع من الفاكهة في أرجاء هذه الحديقة الداخلية لتتغذى الفراشات عليها. بأشكال وألوان وأحجام مختلفة، تعيش هذه المخلوقات الصغيرة القادمة من مختلف أنحاء العالم بأمان في بيتها المصمم بمواصفات مخصصة لتتناسب مع بيئتها، كنسبة الرطوبة والحرارة والضوء.
وفي أحد أرجاء البيت، تقبع منصتان للشرانق واليرقات، فتحفظها في بيئة مناسبة قبل أن تتحرر بجناحيها لتطير في بيتها الكبير مع صديقاتها! هذا وتضم الحديقة الداخلية أيضاً معرض يتضمن مجموعة فريدة من الفراشات، من المجموعة الخاصة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن صقر القاسمي، حاكم إمارة الشارقة.
من هناك ودّعتُ صديقاتي الجديدات وانطلقت سيراً على الأقدام في ممرات الجزيرة المتعرجة. لفتتني في الجهة المقابلة جلسة خارجية هادئة، فقادني فضولي لاستكشافها.
ديوان الآداب في جزيرة النور:
إنه ديوان الآداب، وهو عبارة عن جلسة تم تصميمها لتناسب محبي الكتب والمطالعة، ولتتيح لهم الاستمتاع بهوايتهم بين أحضان الطبيعة.
أنشطة الأطفال في جزيرة النور:
ولم تنسَ الجزيرة ضيوفها من الأطفال، فخصصت لهم ركن للألعاب البدنية وتسلّق الحبال، والتي تحفّز حركة الأطفال في الهواء الطلق بعيداً عن الألعاب الإلكترونية والتلفاز.
استمريت في رحلتي الاستكشافية أتأمل الأشجار والنباتات المختلفة والتي تزين الحديقة بأبهى حلة، وبين الحين والآخر كنت أصادف أعمالاً ومجسّمات فنية متنوعة، تم اختيارها من أجزاء مختلفة حول العالم، وقد كُتبت بجانبها لوحات تعريفية، وأبرزها مجسم “أوفو” الشهير والذي يتميّز بشكله البيضاوي وإضاءته المميزة ليلاً. ولعلّ أكثر ما لفت انتباهي في حدائق الجزيرة الغناء كانت حديقة الصبار، ففيها سبعة أنواع من نباتات الصبار ذات الأحجام والأشكال المختلفة والتي تضفي على الحديقة طابع مميزاً.
أثناء جولتي، أعلمني أحد المرشدين السياحيين بضرورة البقاء حتى المساء، حيث يختلف شكل المكان كلي مساءً من خلال الإضاءة المختلفة التي تزين الحديقة والمبنى الرئيسي والإضاءات الخاصة ببعض المجسمات الموجودة فيها، لكني مع الأسف لم أتمكن من ذلك بسبب ارتباطاتي المسبقة.
أكملت السير فعدت إلى نقطة الانطلاق، قرب بيت الفراشات، لكن بعد كل هذا السير على الأقدام كان لا بد من استراحة قصيرة قبل العودة، فدخلت مقهى النور المحاذي لبيت الفراشات وشربت عصيراً بارداً، قبل أن أعود من رحلتي سعيدة بهذا الاستكشاف الجديد.
نصيحة أوقات:
من الضروري زيارة الحديقة قبل الساعة الخامسة بعد الظهر، أي قبل أن يغلق بيت الفراشات أبوابه والبقاء حتى المساء لتتسنى لكم مشاهدة إضاءة الجزيرة.
أسعار تذاكر جزيرة النور:
50 درهم للكبار، و 30 درهم للصغار تحت سن ال 12 ، أما الأطفال دون الثلاث سنوات فمجاناً.
كيفية الوصول لمكان جزيرة النور:
جزيرة النور، كورنيش بحيرة خالد، الشارقة
للتواصل عبر الرقم التالي:
97165067000+
تقرأون
