متحف الغموض حيث يرفض العقل ما يراه…
كثيراً ما نسمع بالخدع البصرية ونشاهدها، سواء مباشرة أمامنا أو في التلفاز، أو حتى في السيرك. فمن منا لم يشاهد ساحراً يقوم ببعض الخدع، ويتركه مذهولاً أمام النتيجة، ليجلس لساعات يفكر في نفسه، كيف اختفى الأرنب، أو كيف تحولت الحمامة إلى منديل أحمر؟
الخدع البصرية تصور للناظر دائم الصورة المرئية على غير حقيقتها، فيقع العقل البشري في أخطاء بصرية يصعب عليه فهمها، أو حتى إدراك أن ما يشاهده ليس له أساس من الصحة.
فما ندركه بصري يقتصر على ما يستسيغه المخ البشري ، و إذا لم يكن الشكل قابلاً لأن يستسيغه المخ و يفهمه أو يدركه فلن تتقبله مشاعرنا، و لن نتمكن من فهمه.
هذا النوع من المقدمات أساسي في تقريرنا الآتي، فهو عن زيارتنا إلى متحف الغموض، والذي افتتح أبوابه مؤخراً في منطقة السيف، وحيث وجدنا أنفسنا حائرين أمام ما نراه، فهل هو مثلث أم مربع، وكيف تحوّل صديقنا إلى قزم بمجرّد دخوله الغرفة؟ أسئلة لم نجد لها إجابة، فتركتنا في حيرة من أمرنا تائهين نبحث عن إجابة غير موجودة، لا تزيد عن أنه قد تم خداعنا بصري لما هو فوق إدراك العقل البشري.
يبدأ المتحف بتضليل العين، وخداع العقل بشكل بسيط جداً من خلال صور جدارية تبدو سوداء للوهلة الأولى ولكن ما أن تومي رأسك إلى اليمين أو اليسار حتى يختلف الأمر كلياً ، وتظهر أمامك صورة ثلاثية الأبعاد تبدو وكأنها واقعية تماماً.عندما مررت أمامها شعرت وكأنه بإمكاني أن أمدّ يدي من خلال الصورة وأربت على رؤوس القطط الصغيرة التي ظهرت لي!
خلفي وجدت مربع أسوداً لم أعره أي إهتمام، حتى سمعت شخصاً يصرخ “مش معقووووول” وراح ينظر إلى ذلك المربع من طرفين مختلفين ويكرر: “أووو… مش معقووول” . كان لا بد لي من أن ألتفت لألقي نظرة على هذا المربع الخطير والذي بدا لي طبيعي جداً، ولكن ما أن أكملت سيري، ودرت حول المكعب الزجاجي الذي يضم المربع حتى اندهشت ورحت أهزّ رأسي لأتأكد إن كنت أرى الشيء الصحيح! فأنا هنا أرى مثلثاً كيف هذا، وكيف تحوّل ذلك المربع الأسود، إلى مثلث أبيض؟ وهو موجود أمامي هناوليس أي جزء منه مخفي…. لم أفهم، ولا زلت لا أفهم حتى هذه اللحظة!
كلما انتهينا من صالة، بدت لنا الصالة المقلبة أكثر تعقيداً وغير منطقية بتاتاً، فمن غرفة المرايا، إلى الغرف المائلة وتلك المقلوبة… لن أدخل في تفاصيل المعروضات، فهذا الأمر عليكم اكتشافه وحدكم لدى زيارتكم، إلا أن ما بوسعي أن أقوله لكم، هو أن تجربة النفق الملوّن هي من أغرب التجارب التي عشتها في حياتي، فهو ثابت ومتحرّك في الوقت ذاته، ويشعرك بدوار غريب فتشعر وكأنك تائه بين الكواكب والمجرّات…
على غير عادة المتاحف التي عادةً ما تحظّر التصوير، فإن متحف الغموض يشجّع عليه، حتى أن هذا المتحف يعتبر جنّة وملعب حقيقي لمحبي التصوير وخصوص ممن يعشق الإنستغرام، فالصور والخدع البصرية التي يمكن تصويرها هناك ستحظى بإعجاب كلّ متابعيهم. وللتأكد من أخذ الصور من الزاوية الصحيحة لتبدو الخدعة واقعية تماماً، فإن فريق المتحف قد قام بوضع ملصقات على شكل كاميرا على الأرض في البقعة الأنسب.
إن كنتم تبحثون عن تجربة مختلفة ووجهة تضمن لكم التسلية والمرح فإن متحف الغموض هو الوجهة المُثلى فهو يضمن المرح لمختلف أفراد العائلة بدءاً من خمس سنوات. ولا أشكّ بأنه سيُنسي الكبار مشاغلهم اليومية ويشعرون وكأنهم عادوا أطفالاً من جديد.
نصائح أوقات:
إن الصور أمر أساسي في زيارتكم إلى المتحف، لذا لا تنسوا شحن بطارية الهاتف بالكامل.
أسعار متحف الغموض دبي :
الأسعار80 درهم للبالغين، و 60 درهم للأطفال 5 ما بين و 16 عاما
كيفية الوصول لمتحف الغموض دبي :
متحف الغموض، مشروع السيف، خور دبي
للتواصل:
97143573999+
تقرأون