أوبروي الزورا… تجربة سفر على بعد رمية حجر

admin10/14/2017

274 2 دقائق

تخيّل أنك تعيش تجربة استجمامية كتلك التي تقدّمها منتجعات الجزر الفاخرة دون أن تضطر للسفر! لا بل على بعد نحو ساعة فقط من مدينة دبي، في قلب إمارة عجمان، دار الأمان.

عندما فاجأتني صديقتي بتنظيم رحلة إلى أبوروي الزورا، المنتجع الشاطئي الوحيد من فئة الخمس نجوم في عجمان تحمّست قليلاً، فنحن دائماً نحتاج لإجازة قصيرة بعد الإجازة لنتجاوز كآبة العودة، وأنا كنت قد عدت لتوي من إجازتي الصيفية. إلا أنني في الحقيقة لم أكن أتوقع أكثر من فندق جديد وجميل على شاطئ عجمان الرائع.

دخلنا مشروع الزورا وسرنا بالسيارة حتى وصلنا إلى مدخل الفندق، وبمجرّد دخولنا، دخلت قلوبنا شرارة من البهجة والسرور، فعلمنا أننا بصدد الحصول على تجربة مختلفة.

لم يخنا إحساسنا أبدأً! لا بل فاقت التجربة التي حصلنا عليها كل التوقعات منذ اللحظة الأولى حتى اللحظة الأخيرة. إذ كانت البداية مع استلامنا للجناح الذي سنقيم فيه، فأدهشنا برحابته وبتصميمه الذي يتّسم بالفخامة الهادئة والألوان المريحة للعين.

عند المدخل تقع غرفة جلوس وشرفة تطل على ملاعب الجولف وغابات القرم وأشجار زيتون استقدُمت من لبنان. من هناك، مررنا بحمام رحب وغرفة ملابس كان قد سبقنا إليها العاملون ووضعوا فيها أمتعتنا، لنصل إلى الغرفة الرائعة بتصميمها العصري والتي تطل بدورها على شرفة بحرية بانورامية ذات إطلالة خلابة. “أشعر أنني في تايلاند أو في المالديف!” قلت لصديقتي التي وافقتني الرأي حتماً .

استرحنا في غرفتنا قليلاً لنستمتع بها قدر المستطاع قبل أن نهمّ بالذهاب إلى السبا حيث حصلنا على جلسة تدليك رائعة كانت كفيلةً بأن تُنسينا حقاً أننا لا نزال في الإمارات!

في المساء، اخترنا مطعم “أكواريو” الذي يقع على مقربة من الشاطئ ويختص بالمأكولات البحرية إلى جانب عدد من الأطباق الأخرى المتنوعة. اخترنا طبق السلمون المدخن وكارباتشيو اللحم للبداية، أما للأطباق الرئيسية فاختارت صديقتي التونة المشوية، فيما وقع اختياري على سمك السيباس. تناولنا عشاءنا الشهي مستمتعين بالجلسة الرائعة، وقررنا أن نكمل سهرتنا على الشرفة المطلة على البحر مع كوب من الشاي والكثير من الاسترخاء.

في ظل كل هذه اللحظات السعيدة كناّ نتلهّف لاستكشاف ما يخبؤه لنا الفطور في اليوم التالي، فكان أيضاً عند حسن ظننا.

إلا أن ما لفت انتباهنا كان عدد الناس الموجودين في المطعم، وهو كبيرُ نسبياً، إلا أن تصميم الفندق ورحابته يجعلك لا تشعر بالازدحام أبداً.

من هنا، سلكنا طريقنا بشغف عبر ممرات تحيط بها برك مائية رائعة تُضفي على المكان المزيد من الهدوء والسكينة، حتى وصلنا إلى حوض السباحة. فاجأتنا ضخامة هذا الحوض والذي علمنا أنه بطول 80 متراً، أي أنه أطول من المسابح الأولمبية. أما الجلسات فتتميز بشيء من الخصوصية، إذ يفصل بينها أدراج تابعة لحوض السباحة، فيما يضم كل قسم سريرين مريحين للاستلقاء، وشماسي، وسلّة كبيرة لحفظ الأمتعة وطاولة. ما أن جلسنا حتى أتى أحد المضيفين ومعه زجاجات المياة الباردة، ورذاذ المياه البارد ومثلجات بنكهة الباشن فروت والمانجو أتت في وقتها!

على الرّغم من روعة الشاطئ إلا أننا قررنا أن نمضي باقي يومنا هنا، حتى غداءنا تناولناه ونحن جالستين قرب حوض السباحة، الذي كان فراقه أليم فعلاً كفراق الإجازة الأولى… ربّما سأحتاج لإجازةٍ ثالثة لأنسى.